خريجو جورجتاون يواجهون عالما متغيرا بقناعات متجددة من أجل التغيير
مما لاشك فيه أن الدراسة الجامعية هي أحد الأشياء القليلة في الحياة التي تنتهي ببداية جديدة، وبالنسبة لخريجي دفعة 2022 من طلاب جامعة جورجتاون في قطر، فإن هذا يعني الانتقال إلى عالم يحتاج إلى ما اكتسبوه من قدرات التفكير النقدي والمهارات البحثية والإلمام السياسي والثقافي والتفاني في خدمة المجتمعات أكثر من أي وقت مضى.
نشأت عائشة الكواري (دفعة 2022) في الدوحة، وكانت تدرك دائمًا أن الدراسة الجامعية هي جزء من خطة حياتها: “التعليم العالي قيمة عائلية، ولكنني أدركت أنني لا أريد دراسة شيء واحد فقط لمدة أربع سنوات. حيث لا يزال بإمكاني دراسة القانون بعد حصولي على درجة جامعية من جورجتاون في قطر، وقد عقدت العزم على ذلك “.
وكان تخصص الثقافة والسياسة المتعدد الجوانب اختيارا مناسبًا تمامًا لها، فقد حققت عائشة مرتبة الشرف من خلال ورقة بحثية حول تخليد كوريا الجنوبية لذكرى أحداث العنف بين الجنسين التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية. كما حصلت على شهادة في الإعلام والسياسة تدّرس بالتعاون مع جامعة نورثوسترن في قطر، وفازت بجائزة أفضل أطروحة بين الجامعتين عن بحثها على دور الإعلام والثقافة في الاستجابة للأوبئة في قطر. وعن هذا المزيج الفريد من الدراسات تقول: “لو كنت أدرس في الولايات المتحدة، لكانت هذه الجامعات في ولايات مختلفة، وكان الحصول على هذه الشهادة أمرًا مستحيلًا.”
تتطلع عائشة الآن إلى الحصول على درجة الماجستير في القانون الدولي لتحدي عدم المساواة التي تلمسها في النظام الدولي، وهي تقول: “كلما تعلمت أكثر بجورجتاون في قطر، كلما أردت التمسك بثقافتي الخاصة. لذلك أريد أن أعمل ضمن حدود وإطار ثقافتي، لإحداث تغيير إيجابي “.
كما استفادت طالبة تخصص السياسة الدولية هنا الشهابي من رؤية مؤسسة قطر المتعددة التخصصات للحصول على شهادة في الإعلام والسياسة، وحصلت على جائزة أفضل محفظة إلكترونية عن اطروحتها المتميزة حول السياسة المحلية وصناعة الأفلام المستقلة في مصر ما بعد الثورة.
جاء التحاق هنا بجامعة جورجتاون في قطر من خلال مشاركتها في برامج الإثراء الأكاديمي التي تمنحها جورجتاون لطلاب المرحلة الثانوية، ثم أصبحت هي نفسها ملقنة لزملائها، وهي تقول: ” أصبت بالدهشة لحصولي على فرصة دراسة سياسات الشرق الأوسط في نفس المنطقة التي أردت دراستها. وكانت القدرة على مشاركة قصة رحلتي مع الطلاب المحتملين تبعث السعادة في نفسي “.
استكملت هنا اللمسات الاخيرة لتعليمها من خلال التدريب العملي مع مؤسسة “التعليم فوق الجميع”، ومؤسسة “أيادي الخير نحو آسيا” ، ومعهد البحوث المسحية الاجتماعية والاقتصادية بجامعة قطر، ومجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، وقد ساعدتها كل هذه التجارب والخبرات على: “استيعاب العديد من الأمور المعقدة والتي كانت حيوية لفهم المنطقة وإمكانات التطوير والتحسين وكانت جزءًا لا يتجزأ من تشكيل تجربتي كطالبة جامعية وتطوري كباحثة “، وهذا التطور والنمو هو ما تنوي هنا التوسع في دراسته من خلال التحاقها ببرنامج للدراسات العليا.
أما بالنسبة للخريجة في تخصص الثقافة والسياسة، إيمان إسماعيل، فإن التحدي المتمثل في إكمال شهادة جامعية أثناء الجائحة جعلها تدرك أن: “منطقة الراحة الخاصة بي ليست هي المكان الذي أريد أن أكون فيه، لأنها لا تساعد على النمو”. لقد أكسبها تركيز هدفها بشكل موجه مرتبة الشرف الأكاديمية عند التخرج، وفازت بأعلى الجوائز في تخصصها فضلا عن التقدير لمشاركتها المجتمعية الفعالة.
بصفتها الطالبة المسلمة الوحيدة التي ظهرت بوضوح في مدرسة ثانوية مسيحية فقد: “أدركت في وقت مبكر ضرورة الثقة بنفسي، وأن أجيب على الأسئلة، وأن أكون دبلوماسيًة.” في جورجتاون، وجدت إيمان جامعة تشاركها قيمها وتدعم اهتمامها بالعمل القائم على الإيمان، فتولت أدوارًا قيادية في نادي الاستدامة ونادي أمل للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، وأسست فرعًا لجمعية الطلاب المسلمين، عملت على تقديم الدعم للطلاب في رمضان أثناء تفشي الوباء.
ومن خلال العمل مع شريك، تابعت إيمان مشروع بحث مستقل عن العلاقة بين الإسلام ووسائل التواصل الاجتماعي والشباب، وقدمت مؤخرًا نتائج تستند إلى بيانات استقصائية أصلية في المؤتمر الدولي الثاني عشر للدين والروحانية في المجتمع الذي استضافته جامعة قرطبة في إسبانيا، وعن هذه التجربة تقول: “وجدنا أن هناك ثلاث طرق أساسية يستخدمها الشباب المسلم لوسائل التواصل الاجتماعي: الدعوة، لمشاركة رسالة الإسلام، والنشاط، والهوية وبناء المجتمع.”
مع وجود خطط لمواصلة أبحاثها الدراسية والدعوية، تقول إيمان: “بالنسبة لي ، لا يُقاس النجاح بالنتائج الزمنية، وقد لا يتم خلال حياتنا. ولكن حتى لو لم أكن هنا لأرى النتائج، فلا يزال بإمكاني الشعور بالرضا لإدراكي أنني بذلت قصارى جهدي لإحداث تغيير إيجابي”.
قصة رافائيل زيمر الطالب بتخصص السياسة الدولية، وأول من يلتحق بالتعليم الجامعي من بين أفراد أسرته، هي أيضًا قصة المرونة والعمل الجاد، وهو يتذكر قائلا: “كان لدي مدرسون رائعون، ولكن حيث نشأت، تحدد العوامل الاجتماعية والاقتصادية من سيدخل الجامعة.” ولكنه تحدى الصعوبات وتمرد على التقاليد، فحصل الرياضي البرازيلي الواعد على القبول في جورجتاون في قطر، حيث استقل أول رحلة دولية له قادمًا إلى الدوحة.
وفي خلال دراسته لمنهج صارم، لجأ رافائيل إلى عقليته الرياضية والدعم القوي من والدته لتحقيق النجاح: “كنت أعلم أنني لن أخذل جورجتاون والثقة التي وضعوها فيّ عندما قبلوني.” لعب رافائيل أيضًا في فريق جورجتاون لكرة القدم، وشارك في تأسيس العديد من الأندية، بما في ذلك جمعية أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي خلقت فرصًا للتبادل الثقافي الدبلوماسي.
أدت جهوده إلى تنشيط التعامل مع المسؤولين البرازيليين سواء في قطر أو في البرازيل، وهي الخبرات التي عززت تركيزه المهني. ” ساعدتني ممارستي لكرة القدم على أن اصبح أكثر اعتمادا على الأداء، لذا ساعدتني هذه الارتباطات في معرفة كيفية أدائي في مجال العلاقات الدولية.” وهو يؤكد أن كرة القدم ستبقى دائمًا جزءًا من حياته.ويتذكر رافائيل رحلته قائلا: ” في جورجتاون في قطر، كونت صداقات مدى الحياة، وبغض النظر عن المكان الذي أتوجه إليه، ستبقى هذه العلاقات معي “.
منذ انطلاقها المتواضع بدءًا من 25 طالبًا فقط في جامعة جورجتاون في قطر عام 2005، سيتجاوز عدد خريجي الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر 700 هذا العام، بخريجين يمثلون أكثر من 50 دولة. وقد انضمت عائشة وهنا وإيمان وايضا ورافائيل الآن إلى شبكة تضم أكثر من 200000 خريج من جامعة جورجتاون في جميع أنحاء العالم.