دراسة جديدة لاستاذ بجورجتاون تؤكد أن تطبيق منظومة الدخل الأساسي يمكنها القضاء على الفقر في المملكة المتحدة بتكلفة 3,4% من إجمالي الناتج المحلي
توصلت دراسة جديدة أجرتها جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، إلى أن تكلفة تطبيق برنامج الدخل الأساسي الشامل التي تبلغ من الكبر ما يكفي للقضاء على الفقر فعليًا في المملكة المتحدة، سيبلغ فقط 67 مليار جنيه إسترليني سنويًا أو مايعدل 3.4٪ من إجمالي الناتج المحلي.
وتحمل هذه الدراسة، التي شارك في إجرائها كارل ويدركويست، الأستاذ المشارك بجامعة جورجتاون في قطر والباحث المستقل جورج أرندت، عنوان “تكلفة الدخل الأساسي في المملكة المتحدة: تحليل على أساس محاكاة مصغرة”.
وقد حددت الدراسة التكلفة الإجمالية لتنفيذ منظومة برنامج الدخل الأساسي حيث يتم إعطاء كل شخص بالغ 7،706 جنيهًا إسترلينيًا ولكل طفل 3،853 جنيهًا إسترلينيًا في السنة، مع توجيه اهتمام خاص للآثار الضريبية المترتبة على تطبيق البرنامج.
وأوضح ويدركويست ذلك بقوله: “تعرضت تكلفة الدخل الأساسي للمبالغة لأن بعض المؤلفين يركزون على التكلفة الكلية أو الإجمالية، وهي ببساطة حجم برنامج الدخل الاساسي مضروبًا في عدد السكان”. وهذا يتجاهل حقيقة أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن الضرائب الإضافية التي يدفعونها تتجاوز الدخل الأساسي الذي يتلقونه. لذا، فإن التكلفة الصافية للمساهمين الحقيقيين هي في الواقع أقل بكثير – بحوالي الثلث عن تلك التقديرات “.
وجد بحث وايدركيست و أرندت أن 70٪ من البريطانيين سيستفيدون ماليًا من هذا البرنامج. وهو ما يشرحه أرندت بقوله: “سيكون هذا البرنامج بمثابة دعم فعال للأجور (أو تخفيض ضريبي) لعشرات الملايين من عائلات الطبقة العاملة.”
سينخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الرسمي الحالي من 16٪ إلى 4٪. سيختفي الفقر بين فئات الأطفال وكبار السن. وتجد دراسة وايدركويست وأرندت أن أولئك الذين ظلوا في فقر في ظل تطبيق البرنامج سيكونون أقرب إلى الخروج من تحت خط الفقر مما هم عليه الآن. وهكذا، يقول وايدركويست إن هذا المخطط “سيقضي فعليًا على الفقر في المملكة المتحدة”.
وتشير الدراسة إلى أن مخطط الدخل الاساسي الشامل المقترح لا يمثل سوى زيادة بنسبة 8.7 ٪ في إجمالي الإنفاق الحكومي، وأنه يمكن تمويله بالكامل عن طريق تحويل ثلثي الإعانات الضريبية للشركات، مما يترك حوالي 26 مليار جنيه إسترليني متاحة لدعم الشركات.
فمع مواجهة العالم لركود عالمي بسبب جائحة كورونا، أصبح مخطط الدخل الاساسي الشامل محور اهتمام متزايد. وتوضح هذه الدراسة الجديدة أنها استراتيجية انتعاش اقتصادي قابلة للتنفيذ وتنطبق على المملكة المتحدة وغيرها من البلدان ذات الحجم المماثل.
يشغل ويدر كويست منصب أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة جورجتاون في قطر. وهو حاصل على دكتوراه في النظرية السياسية من جامعة أكسفورد ودكتوراه في الاقتصاد من جامعة سيتي في نيويورك. لقد بحث قضايا الدخل الأساسي الشامل لأكثر من 20 عامًا. وهو مؤلف أو شارك في تأليف أو تحرير تسعة من بينها “تجارب الدخل الأساسي: الشيطان في التحذيرات” و “الاستقلال ، وعدم الملكية، والدخل الأساسي: نظرية الحرية كقوة للرفض”.
بينما يعمل أرندت كباحث مستقل ولديه خلفية في الاقتصاد وإدارة العمليات. وتشمل اهتماماته البحثية الجدوى المالية للدخل الأساسي الشامل وديناميكيات التنسيق الاجتماعي.