سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يناقش سياسة قطر الخارجية في زيارته لجورجتاون
استضافت جامعة جورجتاون في قطر سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري في حوار مفتوح عن الأزمة الخليجية المتواصلة وأولويات السياسة الخارجية والسياسات الاقتصادية القطرية، ومستقبل العلاقات القطرية مع دول العالم.
عن زيارته للجامعة قال سعادة الوزير : ” نحن فخورون بالحرم الجامعي لجورجتاون في قطر، والذي أثمر 440 خريجتا حتى الآن . من بينهم اثنا عشر خريجا يعلمون لدينا في وزارة الخارجية، وهم جزء من الفريق الذي يولى اهتمامه لمسألة الحصار. كما أننا فخورون أيضا بالتنوع الذي يشهده الحرم الجامعي لجورجتاون في قطر، الذي يضم حاليا أكثر من خمسين جنسية مختلفة يدرسون هنا.”
تمت زيارة سعادة الوزير ظهر الثلاثاء الثاني من ابريل 2019 وتولت إعدادها وتنظيمها جمعية السفير الطلابية بجامعة جورجتاون في قطر، وهي منظمة طلابية تكرس جهودها لتطوير مهارات القيادة عبر الانخراط المجتمعي والمشاركة في الانشطة الرسمية بالحرم الجامعي. وقد قامت طالبة السنة الثانية بالجامعة آمنة صلاة بتقديم الضيف وأيضا بتقديم عميد الجامعة أحمد دلاّل، الذي أدار الحوار مع سعادة الوزير محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
تعقيبا على أهمية زيارة سعادة الوزير للجامعة قال الدكتور أحمد دلاّل عميد جامعة جورجتاون في قطر: ” فيما يتعلق بطلابنا من دارسي العلاقات الدولية، تعد هذه فرصة قيمة للحوار المباشر مع شخصية مرموقة في أعلى دوائر صنع القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية لدولة قطر، ولاكتسابهم فهما مباشرا لقوة الدبلوماسية وأهميتها في بناء العلاقات الدولية المتعددة الأطراف في عالم اليوم.”
وتناول سعادة الوزير الاستراتيجيات الناجحة التي اتبعتها دولة قطر لضمان الأمن القومي وللتخفيف من المعاناة الإنسانية للحصار، فقال: ” لم نكن لنتمكن من مواجهة التحديات والتغلب عليها دون الدعم الذي حظينا به من الجبهة الداخلية، من المواطنين والمقيمين، ونحن نقدر المساهمات القيمة التي قدمها مجتمعنا الذي يتسم بالتنوع، وللدور الذي يواصل القيام به في التنمية المستقبلية للبلاد”
تحدث سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن أسباب الحصار وتبعاته البعيدة المدى، منذ أن ضربته الدول المجاورة لقطر في عام 2017، والذي وصفه بنقطة تحول للجغرافية السياسية في المنطقة برمتها، قائلا: ” الطريق الوحيد للمضي قدما إلى الأمام هو طاولة التفاوض. وهذا سيحدث فقط عندما تدرك هذه الدول أن الحصار لن يكون السبيل لتحقيق اهدافهم، أو لإزالة مالديهم من مخاوف، بغض النظر عن تعريفها.”
اختتم اللقاء بإجابة سعادة الوزير على اسئلة الحضور المتعلقة بمستقبل مجلس التعاون الخليجي ، حيث اكد على استمرار اهمية المجلس كإطار عمل للتعاون الإقليمي والتعايش. وأجاب على عدد من الاسئلة المتعلقة بمستقبل قطاع الطاقة، والسعي لابرام ترتيبات امنية جديدة تقوم على أساس التعاون، و تأثير مناهج تدريس الشؤون الدولية التي تمنحها جورجتاون في قطر على بناء رأس المال البشري في دولة قطر.
كذلك تناول سعادة الوزير دوره كرئيس لصندوق التنمية القطري، كمؤسسة مكرسة لتحسين حياة الناس والمجتمعات في أنحاء العالم، فقال: ” في العام الماضي قدم صندوق التنمية القطري المساعدة لإحدى وسبعين دولة ومنح ما يصل إلى نحو 585 مليون دولار، 30% منها خصصت للتعليم، لإننا اذا اردنا تحقيق الاستقرار في المستقبل، فينبغي الاستثمار في الادوات التي تمكن الشعوب من تحقيق ذلك الاستقرار.”
حضر الندوة مدير جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة الدكتور روبرت غروفز، وعميد كلية ادموند والش للشؤون الدولية الدكتور جويل هيلمان، الذين تصادف وجودهم في الدوحة للمشاركة في احتفالات الجامعة ومؤسسة قطر التي أقيمت مؤخرا، وانضم الى جمهور الحضور عدد كبير من طلاب جامعة جورجتاون في قطر وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة وأعضاء السلك الدبلوماسي.