طالبة في جامعة جورجتاون قطر تصبح أول قطرية تتسلق قمة جبل كليمنجارو
بعد سبعة أيام متواصلة حافلة بالتحديات النفسية والجسدية، تمكنت دانا العنزي، الطالبة في جامعة جورجتاون قطر، من صعود قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا. وبذلك أصبحت دانا أول امرأة قطرية تصل إلى قمة أعلى جبل مستقل في العالم. وكانت دانا، الطالبة في السنة الثانية باختصاص الثقافة والسياسة، جزءاً من فريق ضم 12 شخصاً من الشباب القطريين والمغتربين، منهم 3 مرشدين. وعمل الفريق على جمع الأموال لصالح حملة “تسلّق لتُعلِّم” (Elevate to Educate) والرامية إلى بناء وتجديد مدارس غزة من خلال مؤسسة “أيادي الخير نحو آسيا” (روتا). وتم تنظيم مهمة الفريق من خلال الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني الذي أصبح العام الماضي أول مواطن قطري يتسلق قمة جبل إيفرست.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز الفريد، قال الدكتور غيرد نونمان، عميد جامعة جورجتاون قطر: “يؤكد الإنجاز الذي حققته دانا على قيم جورجتاون الأساسية وهي ’النساء والرجال لخير الآخرين‘. كما أن جهودها الخيرية في تسلق قمة الجبل لجمع التبرعات لصالح حملة ’تسلّق لتُعلِّم‘ التي تقوم بها مؤسسة ’روتا‘ تعكس الالتزام بتحسين أحوال العالم الذي نتشاركه. ونحن في جامعة جورجتاون قطر فخورون بما حققته دانا ونتطلع إلى استمرار جهودها الرائدة في الأعوام المقبلة”.
وعقب انضمامها إلى فريق الرحلة، طُلب من دانا جمع ما لا يقل عن 50 ألف ريال قطري. لكنها تمكنت من جمع أكثر من 200 ألف ريال. وقالت دانا في هذا الصدد: “تنافس المشاركون في ما بينهم على جمع أكبر قدر ممكن من التبرعات. وكان هدفي الشخصي جمع 200 ألف ريال، لكن لم تكن لدي أدنى فكرة حول طريقة تحقيق ذلك. وفي النهاية استطعت تحقيق الهدف وتعلمت أن أضع أهدافاً عالية دائماً حتى لو لم يكن تحقيقها ممكناً أو سهل المنال”.
وتحدثت دانا عن الدعم الذي تلقته من الدكتورة كريستين شيويتز، العميد المساعد للشؤون الأكاديمية، قائلة: “لقد حضرت مسارها التعليمي حول الدور الذي يلعبه الذكور والأناث في المجتمع. وعندما فكرت بعدم المشاركة في تسلق الجبل، بادرت الدكتورة شيويتز إلى تشجيعي وحثتني على خوض ذلك التحدي”. كما تلقت دانا دعماً إضافياً من هيذر كيرست، العميد المساعد للشؤون الأكاديمية، وأوداي روزاريو، المدير المساعد لقسم النشاطات الطلابية، وعدة موظفين آخرين عبر تقديم أفكار لجمع التبرعات والتوعية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد قررت الطالبة في جامعة جورجتاون أن تتواصل مع المدارس المحلية لجمع التبرعات، إذ قالت: “قمت بزيارة المدارس في الدوحة لأنني علمت أنها قادرة على التبرع. ولا شك أن الشباب متحمسون للمساهمة في فعل الخير. وقد أخبرت كل مدرسة بأني سأرفع علمها على قمة الجبل، وهكذا فعلت”.
ومن خلال مبيعات الكيك والأزهار وإقامة المهرجانات وعقد عدد من نشاطات جمع التبرعات المختلفة في أكاديمية الجزيرة للبنات وأكاديمية قطر ومدرسة قطر الدولية، استطاعت دانا أن تشجع طلبة المدارس ومدراءها والأصدقاء وأفراد العائلات على تقديم التبرعات التي وصلت إلى 50 ألف ريال لكل مدرسة. وقد تضمنت نشاطات رعاية الشركات من بنك قطر الوطني ومركز قطر للمال تبرعات سخية أيضاً.
لكن جمع التمويل لم يكن الأمر الوحيد الذي كان على دانا فعله للتحضير لتسلق قمة الجبل. وتحدثت دانا عن ذلك قائلة: “تمرنت في النادي الرياضي لمدة شهرين قبل بدء الرحلة. وتمرنت أيضاً على صعود سلالم برج أسباير والذي يصل علوه إلى 51 طابقاً. كما أن سلالم البرج تحتوي على مستويات منخفضة من الأوكسجين، الأمر الذي ساعدني على التحضير المناسب لتسلق الجبل”.
وعلى الرغم من تلك التحضيرات الجسدية، لم يكن صعود قمة جبل كليمنجارو خالياً من الصعوبات والتحديات. وقالت دانا في هذا الخصوص: “لقد التوى معصمي في اليوم الثاني وعانيت من آلام في الركبة ومن صعوبات في التنفس أدت إلى غيابي عن الوعي وإلى حاجتي إلى الأوكسجين على ارتفاع 4600 متر”.
لكن دانا لم تشعر بالأسف أبداً على خوضها هذا التحدي، إذ قالت: “ليس هناك مستحيل. وحتى لو شعرنا أحياناً بالتهميش أو بالاستهانة بدورنا، فهذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نحقق إنجازات عظيمة. لقد قررت أن أتسلق الجبل وأخوض هذا التحدي الصعب لأن بعض الناس زعموا أنه لا يمكنني فعل ذلك، واستطعت في النهاية أن أثبت لهم عدم صحة زعمهم. وهكذا أصبح لدينا نساء قطريات يتسلقن أعلى القمم في سبيل فعل الخير”.