طالب جورجتاون يكتشف أسرار النجاح المهني بعد حصوله على منحة من واحة قطر للعلوم التكنولوجيا
قد يرى البعض أن ريادة الأعمال، هي ابتكار فكرة أو منتج يوفر حلاً لمشكلة ما. ومع تسارع مشاكل العالم بوتيرة غير منتظمة – من التغير المناخي إلى التعليم ثم الفقر- حظيت العديد من الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم بالترحاب والحفاوة باعتبارها تحمل الحلول للكثير من المشكلات.
ولكن رأي عبد القدوس ساني، الطالب بالسنة النهائية بجامعة جورجتاون في قطر عن ريادة الأعمال هو انها حالة من الإبداع الذهني، وأسلوب واثق يمكن أن يذلل أي عقبات ويحولها الى فرص للتعلم، ومنصة إطلاق للنجاح في المستقبل.
كان هذا أحد أهم الدروس التي تعلمها الطالب المتخصص في الاقتصاد الدولي من خلال مشاركته في مؤتمر الاكاديمية الأوروبية للابتكار الذي عقد في البرتغال، الذي يعد أحد أكبر برامج دراسة ريادة الأعمال في أوروبا، والذي افتتح هذا العام بكلمة ألقاها الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا.
كان عبد القدوس واحدا من ثلاثة حصلوا على منح دراسية من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لبرنامج الاكاديمية الأوروبية للابتكار لهذا العام. كما منحته جورجتاون أيضا منحة للسفر من خلال صندوق جامعي يدعم التنمية الطلابية في الانشطة التكميلية عبر المشاركة في مؤتمرات وورشات عمل وفرص تدريبية فعالة ومفيدة.
غادر عبد القدوس، تماما كما فعل اثنان من إخوانه، مسقط رأسه في نيجيريا للالتحاق بإحدى أفضل الجامعات في المدينة التعليمية، وعن هذا يقول: ” أيقنت أن امتلاك أساس متين من مبادئ الاقتصاد من شأنه أن يوفر لي ميزة فريدة في المهنة التي أريدها، وهو سيساعدني في فهم ما يدفع السلوك البشري في السوق العالمية. عندما قرأت عن برنامج تقييم الأثر البيئي على الموقع الإلكتروني لواحة قطر للعلوم التكنولوجيا، أدركت على الفور أنني أرغب في التقديم. “
توجه عبد القدوس إلى المؤتمر في البرتغال متمسكا بفكرة عمل تطبيق الدفع عبر الهاتف المحمول في السوق القطرية، لكنه سرعان ما أدرك أن التنسيق مع فريق البرنامج سوف يتطلب قدرا من المرونة، وهو يقول: “بصفتك رائد أعمال، ليس من السهل دائمًا تنحية فكرتك الرئيسية جانباً لإفساح المجال لآراء الآخرين، لكن جورجتاون علمتني مدى أهمية المجتمع، وأنه لا يمكنك فعل كل شيء بنفسك. “
من خلال العمل معًا، توصل عبد القدوس وزملاؤه الأربعة إلى فكرة لعمل تطبيق لإدارة الصحة العقلية والسلامة في مكان العمل، وامضوا الخمسة عشر يومًا التالية في صقل خطة أعمالهم وتحسينها وعن هذا يقول: “لقد ساعدتنا ممارسة البحث المكثف التي تعلمتها خلال دراستي حقًا عندما يتعلق الأمر بجمع البيانات وتحليلها. كما ساعدتني جورجتاون أيضًا في تحسين مهارات التحدث والخطابة الخاصة بي. وقد بدا هذا الأمر في عملية إقناع العميل، حيث كان علينا أن نعرض منتجاتنا على الشركات العاملة. حيث ستتلاشى جودة منتجك إذا لم تتمكن من إقناع شخص ما بشرائه. “
وصل الفريق إلى الدور نصف النهائي، لكنه فشل في الحصول على الجائزة الأولى، وهو يقول: “ربما لم نقم بتأسيس شركة بعدة ملايين من الدولارات في ذلك اليوم، لكننا قدرنا موهبة بعضنا البعض، وتعلمنا كيف تقوم وجهات النظر المختلفة والافكار الفريدة والمجتمع المتنوع، وهي إحدى قيم جورجتاون الأساسية، بدور كبير في نجاح أي مسعى. “
يطمح عبد القدوس للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال بعد تخرجه من الكلية، ويقول إنه أصبح مقتنعا بأن التعلم التجريبي غالباً ما يعلم أعمق الدروس. “لم يبد أحد المستثمرين الذين عرضنا عليهم منتجنا أي اهتمام بالتطبيق، ولكنه أعجب بطاقاتنا وكيف عملنا متعاونين سويًا، وقد أخبرنا أن الفريق أهم من الفكرة. فالأفكار تتغير، ولكن يبقى الناس. وهو قول سأتذكره دائمًا “.