طلاب جامعة جورجتاون في قطر يدرسون الخارطة الفكرية للعالم العربي في برنامج صيفي
بقدر عال من الحماس والمشاركة والإيجابية شارك 14 من طلاب جامعة جورجتاون في قطر المنخرطين في فصل يحمل عنوان الخارطة الفكرية للعالم العربي الحديث والمعاصر، الذي يدرس خلال الفترة الصيفية بأداء مثير للإعجاب، واهتمام لا يخلو من ذكاء ورغبة صادقة في التعرف على المزيد بخصوص التيارات الفكرية والسياسية في العالم العربي، والاختلافات بين التيارات اليسارية والقومية والدينية والليبرالية فضلا عن مفاهيم الديمقراطية والحرية واقتصاد السوق والاشتراكية وغيرها.
كان من الواضح بعد دقائق من بداية الدرس أن الأستاذ، الدكتور يحيى عبد المبدي محمد، كان قد أعد محاور الحوار ونقاط المناقشة والاسئلة المتوقعة، ونجح على مدار الساعة والنصف التالية في الاحتفاظ بنفس درجة الاهتمام والمتابعة لدى الطلاب، وذلك من خلال إشراكهم في الحوار وتوجيه الأسئلة الى كل منهم بالاسم وتكليف من أبدى تعليقا أو ملاحظة بأن يواصل الحديث والاستطراد حول النقطة التي أثارها والتفاعل مع زملائه بشأنها. كما بدى واضحا أن الطلاب قرأوا حول الموضوع واستوعبوا، بدرجات متفاوتة، تفاصيل الموضوع، ولدى بعضهم أسئلة يودون طرحها وآراء تختلف مع ما قرأوه لتزيد الحوار عمقا والمناقشات إثارة.
وتركزت محاضرات الأسبوع الأخير على التيار الديني في المنطقة العربية وتطوره منذ منذ عصر النهضة العربية الحديثة، وطرح أسئلة دفعت الطلاب الى التفكير عن دور التيار الديني في الحياة الفكرية والسياسية منذ بدايات النهضة إلى الآن واتجاهات التيار الديني في العالم العربي والفروق بين هذه التيارات في الرؤى والأهداف والمناهج سواء كانت التيارات التقليدية أو الإصلاحية توفيقية أو إحيائية، وموقف هذه التيارات من القضايا التي شغلت المجتمع العربي خلال القرنين السابقين.
عن تدريس هذا الفصل يقول الدكتور يحيى: ” من أهم مميزات تدريس هذا الفصل المتقدم أنه يمنح المدرس شعورا فوريا بالمردود الإيجابي بفضل استجابة الطلاب وتفاعلهم وانخراطهم في المناقشات وحماسهم للتعبير عن ارائهم ووجهات نظرهم بعد أن قرأوا وبحثوا وامعنوا التفكير في القضايا محل النقاش.”
يضيف الدكتور يحيى قوله “إن فترة الصيف تعد الأنسب لتدريس هذا الفصل المتقدم لأن الطلاب يكون لديهم الوقت اللازم للتحضير والقراءة والتفكير في الموضوعات المطروحة للنقاش، بل إن بعضهم يدخل هذه القراءات ضمن هواياته لانها تحظى باهتمامه بشكل شخصي، بغض النظر عن كونها مادة دراسية، وهو ما يرفع من ادائه بشكل ملموس.”
لم يكن الصف مجرد درس في اللغة العربية مع التركيز على المصطلحات والمعاني السياسية وإيضاح الاختلافات بينها فحسب، ولكنه كان حصة في شحذ الفكر وإثارة العقول لدى الطلاب، للبحث في تفاصيل العديد من القضايا وخلفياتها سواء من منظور تاريخي يفسرها، أو بغرض مقارنة أوضاع مر بها العالم العربي بأوضاع مماثلة أو مشابهة في الغرب الأوربي في نفس الفترة، والخروج بنتائج حول أسباب الاختلاف بين العالمين، بعد إجراء مقارنات للظروف والعوامل المؤثرة في كل منها، وساهم في نجاحه توقيت تدريسه خلال فترة الصيف حيث تقل الأعباء الدراسية على الطلاب ويتجه الكثيرون منهم إلى القراءة وإشباع الهوايات، ليبدو الفصل كأنه قد جاء ضمن هذه الميول والاهتمامات.
والجدير بالذكر أن صف الخارطة الفكرية للعالم العربي والذي قدم لطلاب جامعة جورجتاون خلال هذا الصيف، يتناول الاتجاهات والتيارات الفكرية والسياسية في العالم العربي منذ عصر النهضة في منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا. وذلك من خلال دراسة نصوص أصلية مقروءة وبرامج مسموعة ومرئية عن التيارات الفكرية وقضاياها، وقد حرص أستاذ الصف الذي أعد هذا المقرر على تنوع المصادر ودراسة التيارات كافة دون تمييز أو تحيز ، فضلا عن تشجيع الطلاب على القراءة والمشاركة الناقدة.