طلاب كلية القدس بارد الذين يدرسون في جامعة جورجتاون في قطر يشاركون رحلتهم الملهمة

استضافت جامعة جورجتاون في قطر بفخر وفدًا من كلية القدس بارد، ضم نائب العميد الدكتورة آمنة بدران، والأستاذ المساعد الزائر الدكتور صبحي صامور، وستة طلاب يدرسون في فلسطين. شكّلت هذه الزيارة محطة بارزة في الشراكة المتنامية بين الجامعة وكلية القدس بارد، والتي يتم تعزيزها من خلال برنامج مبتكر تقدمه مؤسسة التعليم فوق الجميع.
تم الإعلان في ديسمبر عن اتفاقية بين مؤسسة التعليم فوق الجميع ومؤسسة قطر وجامعة جورجتاون في قطر، تتيح لطلاب كلية القدس بارد الذين يدرسون الفنون والاقتصاد الثقافي فرصة الحصول على منحة دراسية من مؤسسة قطر للدراسة في الجامعة. ويتيح لهم هذا البرنامج حضور دروس في كل من كلية القدس بارد وجامعة جورجتاون في قطر، إلى جانب فرصة التدريب العملي في متاحف قطر.
ومن أبرز فعاليات الزيارة، جلسة حوارية تفاعلية مع طلاب كلية القدس بارد الذين يدرسون حاليًا في الجامعة لفصل الربيع، وهم مجد جوهر، آلاء عباري، عبدالرحمن مكي، وشذى الصباح، حيث شاركوا رحلتهم التعليمية الملهمة. أدارت النقاش ديانا بوتو، الزميلة الزائرة في الجامعة والمحامية البارزة في مجال حقوق الإنسان، حيث قدمت رؤى قانونية حول القوانين التي تؤثر على حياة الفلسطينيين.
تحدث الطلاب عن تجاربهم في الدراسة في الدوحة، مسلطين الضوء على الفروقات الكبيرة التي لاحظوها منذ وصولهم. قالت شذى: “كانت قطر مليئة بالتجارب الأولى بالنسبة لي، مثل أول مرة أرى فيها البحر وألمس الماء. لم أتمكن من لمس البحر في فلسطين رغم أنني أعيش بالقرب من البحر الميت، لكنني لم أزره من قبل.”
أما مجد، فقد أشارت إلى أنها استمتعت بحرية التنقل وإمكانية متابعة دراستها براحة أكبر، قائلة: “تبقى الجامعة مفتوحة حتى منتصف الليل، وهو أمر غير مألوف في فلسطين. أرى الطلاب يأتون إلى المكتبة للاسترخاء والدراسة… في فلسطين، علينا العودة إلى المنزل بحلول الساعة السادسة مساءً بسبب قيود التنقل. من المدهش أن أرى هنا مجتمعًا جامعيًا يتمتع بحياة اجتماعية نشطة وحرية تعبير.”

قدمت ديانا بوتو، التي تُدرّس هذا الفصل في الجامعة دورات حول التفاوض والقانون في فلسطين، توضيحًا لكيفية تقييد حرية التعبير وتأثيرها على حرية التنقل. وأوضحت قائلة: “إذا اكتشفت السلطات أنك تستخدم تطبيق تليجرام أو واتساب، أو أنك تمتلك مقاطع فيديو حول الأحداث في غزة، قد يتم اعتقالك وسجنك… نحن نستخدم تليجرام كثيرًا لمعرفة نقاط التفتيش المفتوحة والمغلقة، حيث تتغير أوضاعها كل 15 دقيقة.”
الجلسة كانت مؤثرة بشكل خاص للطالب إيمان نيت شلال، الذي قال: “سماع هذه القصص والتحديات التي يواجهونها كان صادمًا للغاية. أنا سعيدة جدًا لأن الجامعة استضافتهم، وأتطلع للتعلم معهم ومنهم هذا الفصل الدراسي، وكذلك الاستفادة من خبرة ديانا بوتو والزملاء الزائرين الآخرين الذين ينضمون إلى مجتمعنا هذا الربيع.”
أما علاء، فقد وصف تجربته في الدراسة بالخارج في جامعة جورجتاون في قطربقوله: “أحب المواد التي أدرسها والأساتذة، ومدى ترحيبهم بنا من خلال أسلوب التدريس والبيئة داخل الفصل. قطر بشكل عام توفر سهولة كبيرة في التنقل والوصول إلى مختلف الأماكن، وهو أمر رائع.”

يعكس هذا التعاون مع طلاب وأعضاء هيئة التدريس في كلية القدس بارد التزام الجامعة، على مدار عقدين من الزمن، بدعم المبادرات التعليمية العالمية، وخلق منصة للحوار النقدي الذي يلهم التغيير، وتمكين الطلاب ليصبحوا قادة ومؤثرين في مجتمعاتهم.