عالم لغويات مرموق في ندوة بجامعة جورجتاون في قطر: اللغة العربية مُفترى عليها من الغرب ومن أبنائها

خلال محاضرة عامة ناقشت الاساليب التعليمية المتطورة لتدريس اللغة العربية
وتحدياتها

 ضمن سلسلة من المحاضرات العامة في جامعة جورجتاون في قطر، عرض الباحث والأكاديمي البارز الدكتور ياسر سليمان، الأستاذ الفخري للدراسات العربية الحديثة في جامعة كامبريدج، رؤيته حول تعقيدات تدريس قواعد اللغة العربية.

نظرة تجديد لتدريس قواعد اللغة العربية

خلال هذه المحاضرة العامة، القى الدكتور سليمان الضوء على ما أسماه ” الأبعاد والعمق السياسي لطرق تدريس قواعد اللغة العربية، خصوصا ما يتعلق بالتركيز التقليدي المتوارث لإعطاء الأولوية للشكل على حساب المعنى، والذي اعتبره “ملمحا مميزا”.

وقال الدكتور سليمان: “تتسم أيديولوجية اللغة العربية بموقف أخلاقي، يميل لجعل العزوف عن تدريس القواعد النحوية كأنه عزوفاً عن الحقيقة”، موضحا الأفكار والمعتقدات والآراء الراسخة، التي ينُظر اليها كعوامل مؤثرة بقوة على أساليب تعليم اللغة العربية وسياسات تدريسها، وهي تقف “كقوة راسخة” حتى ضد مساعي التطوير القائمة على أساس علمي. كما شارك الدكتور سليمان تجربته في العمل كمستشار في مبادرة إصلاحات التعليم في قطر التي حملت عنوان” التعليم لعصر جديد“. وبصفته متخصصا لغويا محترفا، شرع في إحداث تحول في أسلوب تعليمي متطور لتناول تدريس اللغة العربية من خلال وضع وتنفيذ معايير عملية لتطبيقات القواعد ومراعاة السياقات التعليمية بدلا من حفظ القواعد عن ظهر قلب.

سوء ترجمة اللغة العربية لتحقيق أهداف سياسية

في مناقشة استضافها نادي الكتاب العربي بجامعة جورجتاون في قطر في اليوم التالي، واصل الدكتور سليمان مشاركة خبراته، من خلال عرض كتابه الأخير، ” اللغة العربية في ساحات الوغى: دراسة في الأيديولوجيا والقلق والإرهاب”،  والذي يركز فيه على موضوعات الرمزية والأيديولوجية اللغوية وارتباط اللغة العربية بتصورات الإرهاب في المجتمع الأمريكي. 

وتضمن اللقاء، الذي أداره الدكتور يحيى محمد، الأستاذ المشارك في اللغة العربية بجامعة جورجتاون في قطر، مشاركات من  الأساتذة خالد الحروب، من جامعة نورثويسترن في قطر، ومنتصر الحمد، من جامعة قطر، وعماد عبد اللطيف، من جامعة قطر، حيث ناقشوا القلق اللغوي و كيف يساء تفسير المفردات العربية لأغراض سياسية، وقاموا بإلقاء الضوء على موضوعات الأيديولوجية اللغوية والتفسير الخاطئ المتعمد للمصطلحات العربية لتأجيج المشاعر المعادية للعرب والإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

رسم الدكتور سليمان صورة حية عن “العنصرية التي يواجهها الناطقون باللغة العربية في بيئتهم الجديدة في الغرب”. وقال إن مؤيدي هذا التيار المتحيز يتلاعبون باللغة العربية “لتبرير العداء تجاه الآخرين وربطهم بالإرهاب”.

يعرف عن الدكتور سليمان، رئيس المجلس الاستشاري لمركز الدراسات المتقدمة للعالم العربي ورئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر العربية)، بأنه كرس أبحاثه لكيفية تنظيم قواعد اللغة العربية وطرق تدريسها، وكيف يمكن اختبارها، ومقاومة تغييرها. تتناول مؤلفاته، “النقاش الأيديولوجي اللغوي في المغرب لعام 2018“، ملامح اللغة العربية في العالم الاجتماعي، وتتعلق إلى حد كبير بقضايا الهوية والصراع.