عزمي بشارة يتحدث عن “المسألة الفلسطينية” في جامعة جورجتاون

Azmi Bishara

تحدث عزمي بشارة إلى طلاب جامعة جورجتاون،  خلال محاضرة عٌقدت الأسبوع الماضي برعاية صندوق الدوحة لتمويل المحاضرات، عن مستقبل القضية الفلسطينية.

الدوحة، قطر – استضاف صندوق الدوحة لتمويل المحاضرات (منظمة طلابية تابعة لكلية الشؤون الدولية في قطر) يوم الأربعاء 4 أبريل 2008، محاضرة للمفكر السياسي عزمي بشارة في مبنى الفنون الحرة والعلوم بالمدينة التعليمية.

بشارة هو عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي (1996 – 2007) وعضو مؤسس في حزب التجمع العربي الوطني الديمقراطي، الذي يمثل الأقلية العربية في دولة إسرائيل، في ضوء القيم الوطنية الديمقراطية. ساهم بشارة بفعالية في التعريف بالقضية الفلسطينية والترويج لها أثناء الانتفاضة الثانية.

سعى بشارة خلال المحاضرة، التي حملت عنوان “مجرد سلام أم تسوية سياسية!” إلى تحليل القضية الفلسطينية، واقتراح بعض الحلول.

تساءل بشارة: “لماذا تستعصي القضية الفلسطينية على الحل وتزداد تعقيدا، في الوقت الذي تجد فيه سائر القضايا الوطنية في العالم حلولا جذرية؟”

في معرض الإجابة على هذا التساؤل، أوضح بشارة أن هذا التعقيد يقوم على عاملين أساسين، لم تواجهما سائر حركات التحرر الوطني. يتمثل العامل الأول في تداخل القضية الفلسطينية مع محنة اليهود في العالم الغربي. أما العامل الثاني فيتمثل في الارتباط الوثيق بين القضية الفلسطينية و”المسألة العربية”، التي يعرفها بشارة باعتبارها “ذلك التشرذم العربي المزمن بشأن الأجندات السياسية والأيديولوجية وقضايا الأمن القومي.” يضيف بشارة: “سقطت القضية الفلسطينية ضحية لهذا التشرذم والانقسام الذي تعاني منه المواقف العربية حيال القضايا الشرق أوسطية.”

كما عقد العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي مقارنة بين الفسطينيين وضحايا الاحتلال الاستعماري، حيث أشار إلى أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين تمثل ضربا من الممارسات الاستعمارية التقليدية للدول التي احتلت الأرض وطردت السكان الأصليين. وأكد بشارة: “إنها مسألة استعمار، وليست نزاعا إقليميا أو صراعا دينيا أو وطنيا. إنها حالة استعمارية بكل ما تنضوي عليه الكلمة من معان….. تمثل الحركة الصهيونية من وجهة النظر العربية جزءا من المشروع الاستعماري في الشرق الأوسط.”

ينظر بشارة إلى المشروع اليهودي القومي الصهيوني باعتباره ضربا فريدا من الاستعمار الذي يريد استئصال شأفة الشعوب، وأضاف أن المشروع يسعى من بداياته إلى إحلال اليهود محل الفلسطينين، وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه وإجلائه عن أراضيه.

شدد بشارة على أن القضية الفلسطينية لا يمكن اختزالها في قضية الضفة الغربية وغزة، وأعرب عن مخاوفه من المساعي الإسرائيلية لحمل القضية على هذا المحمل، وعن اعتقاده أن مثل هذه النقاشات لا تهدف إلى التوصل إلى حل جذري للقضية، وإنما إلى مجرد تسوية سياسية.

وأكد بشارة أن السكان الفلسطينيين أصبحوا يشكلون خطرا ديموغرافيا من وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية، وأن النخبة في إسرائيل تخشى أنه في حالة عدم جلاء الفلسطينيين عن المناطق كثيفة السكان، فسيكون هناك دولة مزدوجة القومية فعليا، وعندئذ سيطالب الفلسطينيون بمواطنة متساوية. لذا يرى الإسرائيليون ضرورة التخلي عن بعض الأجزاء في الضفة الغربية وغزة، لا سيما المناطق كثيفة السكان.

أشار بشارة أيضا إلى المقترحات التي تتقدم بها الحكومة الإسرائيلية إلى حركة التحرير الوطني الفلسطينية لعقد صفقة تبسط بمقتضاها السلطة الفلسطينية سيطرتها على المناطق كثيفة السكان مقابل إقامة دولة فلسطينية. إلا أن هذه الصفقة تتجاهل مشكلة اللاجئين، وتطالب الفلسطينيين بالتخلي عما تسميه الأمم المتحدة حقوق ثابتة للشعب الفلسطيني. ويعتقد بشارة أن إسرائيل تسعى إلى الحد من فرص الحل للمسألة الفلسطينية عن طريق صفقة ثنائية تستبعد المجتمع الدولي والشعوب العربية، كما يرى أن هذه هي حزمة الشروط الإسرائيلية المسبقة للقبول بإقامة دولة فلسطينية.

من جانبه، يعتقد بشارة أن هذه الدولة ستتحقق على الأرض، ويؤكد: “ستكون دولة غير عادلة وغير شرعية حتى لو تمكنوا من التوصل إليها قبل نهاية عام 2008. كما أكد أيضا أن الشعب الفلسطيني والعرب واللاجئين لن يقبلوا جميعا بهذه الدولة، لأنها ستكون مجرد تسوية سلمية خاضعة لتوازنات القوى وتهدر حقوق الفلسطينيين بالكامل. ويخلص بشارة إلى: “لن تؤدي هذه الصفقة إلى حل عادل، وإنما إلى مجرد تسوية سلمية.”

تأسس صندوق الدوحة لتمويل المحاضرات عام 2006، وهو منظمة طلابية تتبع جامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر، وتهدف إلى توفير منتدى حر لتبادل الأفكار وتعزيز الحوار.