عضو هيئة تدريسية في جامعة جورجتاون قطر يسلط الضوء على تأثير العوامل الاقتصادية على الانتخابات الرئاسية الأمريكية
قامت ندوة بحثية لأساتذة جامعة جورجتاون قطر عُقدت مؤخراً بمناقشة أثر العامل الاقتصادي على ممارسات الانتخاب في الولايات المتحدة الأمريكية. وشارك في الندوة الدكتور أليكسيس أنتونياديس بورقته البحثية التي جاءت بعنوان “الأوضاع الائتمانية لسوق القروض العقارية وعلاقتها بالانتخابات الرئاسية الأمريكية”.
وتعد الندوة البحثية لأساتذة جامعة جورجتاون قطر بمثابة ملتقى دوري يقوم فيه عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة من فروعها في الدوحة والمنطقة وحول العالم بتقديم أحدث الأبحاث التي يجرونها ومناقشتها. وقد توصل الدكتور أنتونياديس، الذي يتعاون مع شريكه البحثي تشارلز كالوميريس من كلية كولومبيا للأعمال، إلى أول دليل ملموس على العلاقة بين التغييرات في عروض الائتمان الخاصة بالقروض العقارية المنزلية وسلوكيات الانتخاب، وقام بتقديم نتائج بحثه خلال الندوة. وقد علق الدكتور أنتونياديس حول هذا الصدد: “يعد بحثنا أول دراسة عملية تؤكد على أن الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعمدون إلى معاقبة السياسيين الذين يتسببون بالحد من عروض الائتمان الخاصة بالقروض العقارية المنزلية من خلال عدم التصويت لهم في الانتخابات. ولا شك بأن هذه النتائج سيكون لها عواقب هامة على البحوث والسياسات”.
ولم يتوفر قبل هذه الورقة البحثية أي بيانات أو أدلة تدعم النظرية المتداولة بأن العامل الاقتصادي يؤثر سلباً على فرص إعادة انتخاب أي رئيس حالي. وقال الدكتور أنتونياديس معلقاً على هذا الأمر: “إن فرضية الناخبين المتأثرين بالعوامل الاقتصادية هي مسألة أساسية وهامة في العلوم السياسية. ونحن بصفتنا باحثين نود أن نعرف العوامل الاقتصادية السلبية التي تؤدي إلى تلك النتائج: هل هي البطالة، أم التضخم، أم الأسعار المرتفعة؟ ولم تتوفر لدينا من قبل أي دراسة بحثية تجيب عن تلك التساؤلات”.
وكانت الورقة البحثية قد أظهرت نموذجاً معيناً عقب مراجعة الحملات الانتخابية للسياسيين من جميع أنحاء العالم. وقال الدكتور أنتونياديس: “سواء أكنا في البرازيل أم الولايات المتحدة أم المملكة المتحدة، فإن جميع السياسيين الذين قمنا بدراستهم أكدوا على أهمية العروض الائتمانية خلال الحملات التي هدفت إلى إعادة انتخابهم ومدى استعدادهم لمساعدة الناخبين على الاستفادة من هذه القروض. وهذا الدليل مؤشر على أن السياسيين يتصرفون بناء على اعتقادهم بأن الناخبين سيكافئونهم مقابل توفير عروض ائتمانية منخفضة التكاليف. لذا قمنا باختبار هذه النظرية في بحثنا”.
وقد قادت البرامج الائتمانية التي تُطرح عادة لاغتنام الفرص خلال الفترة الانتخابية، الباحثين إلى دراسة بيانات الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعامي 2004 و2008 والبحث عن أي روابط بالعروض الائتمانية المتوفرة آنذاك لقروض شراء المنازل. واستنتج الباحثون في ما يتعلق بالأصوات المفقودة بأن تناقص العروض الائتمانية الخاصة بالقروض العقارية المنزلية بين عامي 2004 – 2008 كان أكثر أهمية بخمس مرات في التأثير على خيارات الانتخاب مقارنة بارتفاع معدلات البطالة. وعلق الدكتور أنتونياديس قائلاً: “لقد توصلنا أيضاً إلى أن الناخبين لا يكافئون السياسيين بمزيد من الأصوات إذا قاموا بزيادة حجم الائتمان”. وتقدم الورقة البحثية للدكتور أنتونياديس آلية جديدة لدراسة الاقتصاد تركز على التغييرات في العروض الائتمانية.
يذكر أن الدكتور أليكسيس أنتونياديس يشغل منصب الأستاذ المساعد للاقتصاد في جامعة جورجتاون قطر، حيث يقوم بتدريس التمويل الدولي، واقتصاديات الرياضة، وعدد من المواضيع الأخرى في الاقتصاد الدولي. وهو أيضاً أستاذ فولبرايت، ويعد مشروعه البحثي الحالي استمراراً للبحوث التي أجراها خلال عمله كأستاذ زائر في جامعة برينستون خلال العام الأكاديمي 2012 – 2013.
ويجتمع المشاركون في الندوة البحثية لأساتذة جامعة جورجتاون قطر كل أسبوع أو أسبوعين خلال فصلي الربيع والخريف الدراسيين بهدف تعزيز بحوث أساتذة الجامعة من خلال تزويدهم بمنصة تساعدهم على طرح أفكارهم والتعلم من خبرات زملائهم. لمزيد من المعلومات وللاطلاع على رزنامة النشاطات المستقبلية الكاملة، يمكن زيارة https://qatar.sfs.georgetown.edu/frc.