فريق متطوعين من جامعة جورجتاون في قطر يبنون وحدة توليد الغاز الحيوي (بايوغاز) في نيبال خلال عطلة الربيع
مع غروب الشمس تحت القمم الشاهقة لجبال الهيمالايا، خيم وهج دافئ على فريق مكون من ستة عشر متطوعا من موظفي وأعضاء هيئة التدريس بجامعة جورجتاون في قطر في قرية ثابريك الجبلية الواقعة على سفح أحد الجبال في نيبال. بعد سبعة أيام من العمل الشاق، استمتع المشاركون في برنامج المشاركة المجتمعية الرائد بجامعة جورجتاون في قطر بشعور عميق بالفخر والرضا عند الانتهاء من بناء مصدر للطاقة للقرية من خلال الاعتماد على المهارات والخبرات المشتركة لكل عضو في فريقهم، وليتأملوا الروابط التي نسجوها والصداقات وتأثير هذا الإنجاز الخدمي على القرية وعلى أنفسهم أيضا.
هذه التجربة الفريدة، التي تقوم على رسالة جامعة جورجتاون في قطر وقيمها، شارك في صياغتها مكاتب الموارد البشرية والحياة الطلابية استجابة لرؤية العميد صفوان المصري لتعزيز شعور أقوى بالمجتمع والانتماء داخل الجامعة، وعن هذا تقول نيكول هاينز، مديرة الموارد البشرية.”بينما نساهم جميعا كل حسب رؤيته وقدرته في مهمة جورجتاون، فإننا في بعض الأحيان لا نرى جهود الآخرين في عملنا، وقد خلقت هذه التجربة رابطة فريدة بين المشاركين من مختلف الأقسام داخل الجامعة، الذين لا يعملون معا بانتظام، لتقدير إحساسنا بالهدف الجماعي والهوية”.
عملت جامعة جورجتاون في قطر مع منظمة المتطوعين العالميين لتنظيم المشروع على أرض الواقع في نيبال، مع التركيز على الاستدامة وتمكين المرأة من خلال بناء وحدة للغاز الحيوي. يخلق هذا المشروع نظاما مستداما يحول النفايات إلى مصدر نظيف للغاز للطهي والتدفئة، مما يقلل من الاعتماد على الحطب، ويوفر مصدرا أكثر استدامة للغاز لأغراض الطهي والتدفئة. والنتيجة تحد من حاجة النساء والأطفال لقضاء ساعات في جمع الحطب ويقول جيبين كوشي، مدير الإثراء التعليمي بالجامعة “كانت الخلاصة لدينا تتركز حول كيفية تحديد المجتمع في ثابريك للمشكلة واستخدام المعرفة المحلية لإصلاحها. لقد كان من الملهم أن نرى كيف يؤمن المجتمع المحلي بقوة المجموعة في إصلاح المشكلات المعقدة – وهو تشبيه يمكننا إعادته إلى حرمنا الجامعي وفي فصولنا الدراسية “، مما يسمح بقضاء المزيد من الوقت في العمل المدرسي أو اللعب أو ممارسة أنشطة مدرة للدخل.
“كان بناء وحدة الغاز الحيوي، وبدافع الضرورة، يتضمن حفر حفرة عملاقة، أكثر بكثير من مجرد عمل بدني” ، حيث يتذكر أندرو هينلي، الرئيس التنفيذي للعمليات وكبير مستشاري الإستراتيجية، الذي يضيف: “خلق الالتزام المشترك بالهدف الجماعي والايمان بأن المشروع مهم للمجتمع رابطة قوية وغير مرئية بين المشاركين من جامعة جورجتاون في قطر، حتى أصبحت البثور وآلام العضلات أوسمة شرف، حيث تطوع الجميع مرارا وتكرارا لبذل أقصى قدراتهم البدنية”
بالنسبة “لميسبا بهاتي”، محللة الأبحاث في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بالجامعة، كان تقسيم العمل بما يتناسب مع القدرات البدنية الفردية والتنظيم الماهر والإشراف المتقن لإنجاز الأعمال أهم أسباب أن يشعر كل فرد بأنه يقدم مساهمة قيمة تحدث فارقا وتحظى بالتقدير. وقالت: “سمح الجهد التعاوني لكل عضو بالمساهمة بالتساوي في إكمال مشروع الغاز الحيوي، وتعزيز روح العمل الجماعي الحقيقية”.
بالإضافة إلى العمل في المشروع، أمضى الفريق ساعات طويلة في استخلاص المعلومات والمحادثات حول مواضيع تتعلق بالتغيير الاجتماعي والنمو الشخصي والتحفيز وتطوير الذات. أتاحت هذه المحادثات للمشاركين فرصة للتعبير عن أنفسهم والاعتراف بالاختلافات في الآراء أثناء التعلم من بعضهم البعض. وعن هذا يقول الدكتور دينيس ماكورناك، أستاذ مشارك في الاقتصاد: “اجتمع الناس بطرق غير عادية عندما فهموا أهمية أفعالهم لأشخاص آخرين. وقد أصبح المشروع شهادة على الهدف المشترك والالتزام الجماعي ، وتجاوز الأدوار والمسؤوليات الفردية “
كما قال حسين الدباشي، المدير المساعد للإسكان والسلامة السكنية: “إن مشاهدة التأثير المحتمل للغاز الحيوي على المجتمع المحلي جعلني أكثر امتنانا ووعيا بأهمية تقدير التغييرات الصغيرة التي تحدث تحسينات كبيرة في حياة الآخرين”.
عاد المشاركون بقلوب مليئة بالامتنان والشعور العميق بالإنجاز، وأعادوا أيضا ذكريات مشتركة لتجربة رائعة ورضا معرفة أنهم لعبوا دورا في بناء مجتمع أقوى في كل من نيبال وجامعة جورجتاون في قطر