فصل غير تقليدي لأستاذة مبدعة يجتذب الطلاب القطريين
لبعث النشاط في دراسة الثقافة والتاريخ والمجتمع في قطر، طورت الدكتورة رقية أبو شرف، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة جورجتاون في قطر الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، فصلا دراسيا حول الإثنوغرافيا في قطر ربطت الطلاب بالمختصين في مجال التوثيق والمهندسين المعماريين والمؤرخين في قطر الذين استعرضوا اكتشافاتهم ونتائجهم الخاصة لتطور قطر وقدموا ملامح ارشادية لتكليف الطلاب بمهمة وثائقية ختامية.
ولإعداد الطلاب لإنتاج أفلامهم الوثائقية القصيرة التي ستحل محل المشروع الختامي للفصل، توجت اللقاءات بمحاضرة من الصحفية التلفزيونية المرموقة ستيفاني ديكر من قناة الجزيرة الإنجليزية، التي تحدثت عن تجربتها في إنتاج فيلم وثائقي صادم بعنوان “يا له من تميز”: السباحة مع أسماك قرش الحوت المهددة بالانقراض في قطر الذي يتناول الفصائل البحرية المهددة بالانقراض من حيتان القرش في قطر وما تمثله هذه الحيوانات من أهمية للتراث البيئي العالمي.
ركزت ستيفاني ديكر في حديثها الى الطلاب، وكان من بينهم 13 قطريًا، على استعراض أساليبها ونصائحها لإنتاج فيلم وثائقي، بدءًا من جمع مواد الأبحاث والتحدث إلى الخبراء وتصوير اللقطات، وكيف يمكن استخدام الفيلم لجمع التبرعات وزيادة الوعي لوقف الخسائر المستمرة للبيئة الطبيعية والتعامل مع الدمار الذي تتعرض له.
ومن بين الخبراء الآخرين الذين تمت دعوتهم للحديث للطلاب في هذا الفصل الأستاذ محمد همام فكري، مؤلف كتاب “القوة الدافعة وراء تراث قطر”، الذي قدم نظرة ثاقبة حول أدب السفر في قطر والرحالة والمستكشفين والجغرافيين وما يمكن تعلمه من مصادر ثانوية مثل الخرائط والوثائق.
عرضت الكاتبة والمخرجة القطرية المستقلة السيدة حميدة عيسى فيلمها “المصعد” على الفصل، حيث قادت مناقشة حول القضايا الثقافية في قطر المتعلقة بالبيئة والعودة الى الجذور والاعماق الثقافية.
كما قبل الدعوة للحديث إلى الطلاب المهندس المعماري القطري إبراهيم الجيدة، مصمم استاد الثمامة لكأس العالم لكرة القدم، للحديث عن تاريخ العمارة في قطر، وكيف تمكن القطريون من البقاء على قيد الحياة لقرون دون مكيفات بسبب تقنيات البناء التقليدية، و تتضمن العديد من تصميماته عناصر من الثقافة المعمارية القطرية التقليدية، بما في ذلك تصميم الاستاد الرياضي الذي استوحى تصميمه من القحفية أو غطاء الرأس القطري التقليدي.
وعن حضوره ومشاركته تقول الدكتورة أبو شرف: “قوبل حضوره برد فعل إيجابي وحيوي مع الطلاب وتفاعل متبادل بينه وبينهم”.
كما دعا سعادة الشيخ فيصل آل ثاني طلاب الصف جميعا لزيارة متحفه الخاص، وتقول د. ابو شرف :” إنه سرد عليهم خلال زيارتهم ذكريات وتجارب طفولته ومراحل التحول التي مر بها المجتمع القطري تدريجياً وصولاً إلى حالة الازدهار الاقتصادي الحالي”. وله يرجع الفضل في اختيار عدد من الطلاب موضوعات مستوحاة من معروضات المتحف لأفلامهم الوثائقية النهائية خاصة فيما يتعلق بكيفية ملاحظة الناس في الماضي لمفاهيم الاستدامة البيئية قبل اكتشاف النفط والغاز “.
جاء المزيد من الإلهام للطلاب الطموحين من زميلهم سعود الأحمد، خريج العام الماضي، الذي أكسبته دراسته الإثنوغرافية لـ “الجيل الصالح” مرتبة الشرف في الثقافة والسياسة. وتقول د. أبو شرف، إن حديثه وعرضه ذكر الطلاب بما هو ممكن، وما هو على المحك فتقول: “اردت أنقل للطلاب أن زميلا سابقا لهم، تصادف أنه أكبر منهم بسنة، قد نجح في إنتاج معارف أصلية حتى يتمكنوا أيضًا من تولي مسؤولية إنشاء سجل أنثروبولوجي عن مجتمعهم بدلاً من تركه للغرباء الذين يأتون إلى قطر محملين بنصوص وأفكار مسبقة عن الثقافة والمجتمع”.