كتاب جديد يستكشف نقاط التقاطع بين الإرهاب والرأسمالية في مركز التسوق
أصدرت الدكتورة سوزي ميرغني الباحثة بمركز الدراسات الدولية والاقليمية بجامعة جورجتاون في قطر كتاباً جديداً تحت عنوان “الأسواق المستهدفة: الإرهاب الدولي يلتقي بالرأسمالية العالمية في مركز التسوق”، والذي تستكشف الدكتورة سوزي ميرغني من خلاله نقاط الالتقاء بين النمط الاستهلاكي والعولمة والأحداث الإرهابية.
يقدم الكتاب رؤية للهجوم الذي تعرض له مركز “ويست غيت” التجاري في نيروبي عام 2013، الذي نجم عنه حصار استمر أربعة أيام وأسفر عن مقتل 67 شخصا. وقد استخدمت الباحثة هذا الحادث كدراسة حالة لاستكشاف التداخل بين القوى الاجتماعية والاقتصادية والإرهاب المتمثلة في الحياة الحضرية اليومية، وبشكل خاص مراكز التسوق التجارية.
عن هذه التجربة تقول الدكتورة ميرغني التي تشغل منصب مديرة تحرير الإصدارات بمركز الدراسات الدولية والاقليمية: “تزايدت الهجمات الإرهابية ضد المراكز التجارية في المدن على نحو مثير للقلق وبتوسع يأخذ أبعاداً دولية. ومع تزايد إتاحة المعلومات والتوسع في استخدام تقنيات الاتصالات، فإن هذه الحوادث قد أصبحت محل اهتمام إعلامي في شبكات الأخبار العالمية ومنصات التواصل الإعلامي الاجتماعية، وهذه الصور في تداول متواصل.”
هذا التداول لصور الهجوم والحصار في نيروبي هو ما دفع إلى تأليف الكتاب، ولا سيما بعد مشاهدة مقاطع من الخبر تصور حجم المأساة التي ظهرت وسط ألوان مبهجة في الخلفية وإعلانات تبعث على السرور.
عن هذا تقول الدكتورة ميرغني:” أدركت في حينه أن ثمة أمراً أكثر تعقيداً بشأن هذا الحدث، وبشأن مركز التسوق الذي وقعت فيه تلك المأساة، تدعو إلى دراستها بمزيد من العمق. فقد انحسر ضحايا الهجوم بين الرأسمالية والإرهاب وهما القوتان ذواتا الخطاب الأكثر تأثيراً في الثقافة المعاصرة، أحدهما يمثل الثقافة السائدة، بينما الآخر يمثل تياراً متطرفاً. وكان لكلاهما تأثير على تطور الأحداث.”
يستخدم الكتاب الهجوم على مركز “ويست غيت” للتسوق كنموذج لكيفية سماح مراكز التسوق لقوى متنافرة، مثل التفاوت الاقتصادي والفروق الاجتماعية ورأسمالية الشركات، بالالتقاء في مكان مشترك.
وتضيف ميرغني قائلة: ” الدور المتزامن لمراكز التسوق التجاري كذراع للرأسمالية المؤسسية العالمية، وأيضا كملتقى يومي، يعمل على تمثيل التوترات الدولية في صيغة محلية، سواء كانت متعلقة بالإنتاج والاستهلاك، أو بالممارسات الإرهابية. وأنا آمل أنه من خلال تسليطي الضوء على العديد من الأخطاء والمؤامرات والازدواجية المرتبطة بهذا الحادث، يمكننا أن نتبنى نظرة أكثر نقداً للأمور التي نعتبرها مسلماً بها.”
يذكر أن الدكتورة سوزي ميرغني هي صانعة أفلام مستقلة ومحررة وكاتبة مشاركة في العديد من الكتب في قضايا تتراوح بين الأمن الغذائي في الشرق الأوسط إلى الإعلام والسياسة. وقد فاز فيلمها القصير “حلم هند” بجائزة الحكام للرؤية الفنية في مهرجان أجيال للأفلام عام 2014، وقد تم عرضه في العديد من مهرجانات الأفلام في أنحاء العالم.