كيف تحمس الفائزون بزمالة جامعة جورجتاون في قطر بفعل المصالحة في أوروبا بعد الصراعات الطويلة بها
وسط أصداء الصراعات السابقة في البوسنة والصراعات المستمرة في بولندا، يكشف طالبان من جامعة جورجتاون في قطر، هما مناهل محمود (دفعة 2026) وميشيل حديبي (دفعة 2025)، عن قصص تتناول مفاهيم المرونة والأمل تعرضوا لها. فمن خلال زمالات التعليم المرموق والعدالة الاجتماعية (ESJ)، تعرفا على الدور المحوري لمبادرات العدالة الاجتماعية ودورها في التعافي بعد الصراعات.
كسر حلقة الجمود في البوسنة
رحلة مناهل محمود أخذتها إلى البوسنة والهرسك، حيث بحثت في تعقيدات الحوار بين الأديان والتعليم وبناء السلام في مجتمع يتعافى من الإبادة الجماعية البوسنية في الفترة ما بين عامي 1992-1995.
تضمن عملها الميداني المستقل الانخراط مع مختلف المجتمعات، وتقديم رؤى فريدة حول عملية التعافي في البلاد. وعن هذه التجربة تقول: “لقد درست بعمق برمجة إحدى المنظمات الدينية في تسهيل الاتصالات بين الشباب من خلفيات دينية مختلفة ومناطق متعددة من البلاد”.
واحدة من أكثر اللحظات التي لا تنساها مناهل كانت تفاعلها مع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عاما في مركز يوحنا بولس الثاني للشباب في سراييفو. وقالت: “لقد كانوا ممتنين للغاية لمنحهم الوقت والمساحة لمشاركة تجاربهم ورواياتهم”. من خلال ورش العمل المشتركة والوجبات الجماعية، حيث كشفت مناهل عن قصص الصمود والأمل في دراستها حول التعافي من الصراع.
بصفتها متخصصة في السياسة الدولية، وجدت مناهل الزمالة فرصة محورية لوضع المناهج الدراسية موضع التنفيذ، وتجهيزها لتصبح باحثة بارزة ومدافعة عن العدالة الاجتماعية في حياتها المهنية المستقبلية. “لقد زودتني تلك التجربة بالتدريب اللازم في طرق البحث والمنح الدراسية الرقمية وسمحت لي باستكشاف موضوع قريب من قلبي وهو تقاطع التعليم والدين والعدالة الاجتماعية”. كما قدم بحثها نظرة ثاقبة للتعافي من الصراعات المعاصرة، حيث قالت: “إن مفتاح كسر حلقة العنف والخوف هو الجدية والصرامة في فتح حساب الماضي وضمان عدم تكراره أو نسيانه”.
تجسير الثقافات في بولندا
زمالة ميشيل هاديبي أخذتها إلى بولندا، حيث ركزت على المبادرات المجتمعية التي تساعد اللاجئين المراهقين من الحرب المستمرة في أوكرانيا. وأوضحت ميشيل عن بحثها أنه ” يدرس الجهود المبذولة لمساعدة اللاجئين على التعامل مع صدمة الصراع والهجرة القسرية، فضلا عن فرص اندماجهم في المجتمع البولندي بشكل ناجح”.
كانت اللحظة المؤثرة بشكل خاص لميشيل، التي تنحدر من ماميلودي في بريتوريا بجنوب إفريقيا، هي مشاركة قصة هجرتها الشخصية مع الطلاب، فتقول: “على الرغم من أننا من بلدان وسياقات مختلفة، إلا أنه يمكننا جميعا أن نرتبط من خلالها مع بعضنا البعض ونفهم تجربتنا المشتركة مع الهجرة والاندماج”.
أكدت النتائج التي توصلت إليها ميشيل على الدور الأساسي للعدالة الاجتماعية في كل جانب من جوانب المجتمع: “إنه حجر الزاوية، حيث تحتاج كل أسرة ومدرسة وشركة إلى تناول مشكلات المجتمع الموجودة فيه والمساهمة المجتمعية بشكل أكثر عدالة”. وقد سلط بحثها الضوء على كيف يمكن للجهود التعاونية المستهدفة أن تحسن بشكل مباشر حياة المجتمعات الضعيفة حيث تقول: “العمل ليس فقط للحكومة أو المنظمات غير الحكومية. إنه للجميع. ويعد مركز “أسباير” التعليمي، والمبادرة المجتمعية التي كنت أبحث فيها، مثالا ممتازا على الشركات والأفراد والمؤسسات الأكاديمية التي تجتمع معا لمعالجة قضايا العدالة الاجتماعية المهمة التي تؤثر على المراهقين من اللاجئين الأوكرانيين “.
تخصصت ميشيل في السياسة الدولية وتخصصت في فرع الدراسات الأفريقية، وهي شغوفة للغاية بالتعليم والعدالة الاجتماعية في أفريقيا. وفي معرض حديثها عن زمالات التعليم المرموق والعدالة الاجتماعية (ESJ)، قالت: “كانت هذه الزمالة تركز بشكل لا يصدق على الناس ومدفوعة بتحقيق فارق. الخلاصة الرئيسية هي أنه إذا لم يكن الناس والتأثير الاجتماعي في مركز انشطتي وعملي، فأنا لست في المهنة الصحيحة “. وتطمح ميشيل إلى أن تكون صانعة سياسات تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية في بلدها، كما تضيف خبرتها في بولندا، إلى جانب خلفيتها المتنوعة، عمقا وخبرة تجعلها مرشحة ممتازة لمثل هذا الدور.
إلهام صناع التغيير في المستقبل
تقدم رحلات كل من مناهل وميشيل دروسا لا تقدر بثمن للمتقدمين للحصول على الزمالة في المستقبل. وتنصحهم مناهل قائلة: “يجب أن يكونوا مستعدين للتكيف مع نمط حياة وثقافة موقعهم لأن بناء العلاقات هو جانب لا يتجزأ من الرحلة، بل و مجز ونافع لللباحث “. تردد ميشيل هذا الشعور، وتشجع الآخرين على أن يكونوا “مستعدين لتشرب المعارف وكإلاسفنج، مستعدين للانغماس في كل المعرفة والخبرة والروابط”.
تكشف تجارب الزمالة الخاصة بهاتين الطالبتين في البوسنة وبولندا عن حقائق مستترة لهذه المناطق والقوة التحويلية الخفية للبحث المتفاني والتواصل البشري الحقيقي. وبينما يستعدان لتقديم نتائجهما الأولية في الندوة العالمية لبحوث العدالة الاجتماعية في جامعة جورجتاون في سبتمبر، تواصلان مناهل وميشيل تجسيد كيف يمكن للباحثين الشباب تعزيز التفاهم والمساهمة في مجتمع أكثر إنصافا.
حول زمالة زمالات التعليم المرموق والعدالة الاجتماعية (ESJ)
منذ عام 2010، مكنت زمالات زمالات التعليم المرموق والعدالة الاجتماعية (ESJ)، التي يمنحها سنويا مركز بيركلي للدين والسلام والشؤون العالمية ومركز أبحاث العدالة الاجتماعية والتدريس والخدمة في جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، زملاء أبحاث الطلاب الجامعيين من إجراء مشاريع مؤثرة في 42 دولة.