مؤتمر أبحاث هيئة التدريس بجورجتاون يجدد النظر في التاريخ الإسلامي

كثيرا ماركز المؤرخون والباحثون على العصر الذهبي للإسلام، وهي فترة من الاكتشافات الثقافية والاقتصادية والعلمية التي وضعت الحضارة الإسلامية في قلب المركز الفكري للعالم. إلا أنه  كان هناك اهتمام أقل بكثير بالفترة التاريخية التي أعقبت ذلك. ومن أجل ملء الثغرات الموجودة في هذا الكيان المعرفي، قامت جامعة جورجتاون في قطر مؤخرًا بدعوة كبار العلماء والباحثين المتخصصين في الفكر الإسلامي للفترة مابين القرنين السادس عشر والثامن عشر للمشاركة في مؤتمر الأبحاث السنوي لهيئة التدريس في الدوحة.

وقد عُقد المؤتمر تحت شعار “التحولات والاستمرارية في الفكر الإسلامي” وركز في أعماله التي استمرت يومين، على تلك الفترة من التاريخ التي انقسم فيها العالم الإسلامي إلى ثلاث إمبراطوريات متميزة: الصفوية والعثمانية والمغولية في الهند. وقد قدمت لجنة من الباحثين من تخصصات متعددة بحوثا حول مواضيع في التاريخ الاجتماعي والفكري، والقانون والسياسة، والمنطق والأخلاق، والثقافة والأدب في العالم الإسلامي لدى تلك الإمبراطوريات. وشاركت في المؤتمر جامعات رائدة من قطر والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا والهند وتركيا وفنلندا وسريلانكا، إضافة إلى المكتبة البريطانية.

في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، وصف الدكتور أحمد دلاّل عميد جامعة جورجتاون في قطر، ما تم إنتاجه من مواد خلال تلك الفترة الزمنية من التاريخ الإسلامي بأنها “واحدة من أهم الموروثات في الثقافة الإسلامية”، متحديا بذلك الاعتقاد السائد بأن ذلك العصر كان عصر ركود فكري

وأضاف الدكتور أحمد دلاّل قوله: “يتمتع مؤتمر اليوم بميزة فريدة تتمثل في توفير نهج مقارن يشكك في فكرة التراجع والانحسار، ليس فقط من خلال دراسته لفترات وسياقات مختلفة، ولكن أيضًا لقيامه بذلك عبر منظور يتضمن العديد من التقاليد الفكرية والثقافية”. و قدم العميد دلاّل، وهو أيضا باحث في الدراسات الإسلامية، أدلة داعمة على أن فترة ما بعد الكلاسيكية كان لديها “حيوية تشبه، في بعض الأحيان، النشاطات الثقافية للعصر الكلاسيكي، بل إنها قد تتجاوزها أحيانا.”

وقد أشارت الدكتورة سهيرة صديقي، رئيسة المؤتمر والأستاذ المساعد بجامعة جورجتاون في قطر، إلى أنه في حين أن المؤتمر يجمع علماء من جميع المجالات والتخصصات المرتبطة بالفكر الإسلامي، وبمشاركين من مختلف أنحاء العالم، وأضافت قولها “إن ما يربط الجميع هو الاهتمام المشترك بأمور التغيير التاريخي والإنتاج الفكري والثقافي والترابط العلمي، ونحن نأمل أن تحفز العروض التقديمية والمناقشات مزيدا من التعاون وتولد مشاركة وتلاحما علميا طويل الأجل

يذكر أنه في كل عام، تنظم جامعة جورجتاون في قطر مؤتمرات لأعضاء هيئة التدريس تجمع كبار الأكاديميين والباحثين من جميع أنحاء العالم لتشجيع تبادل الأفكار، وتوفير فرص للمشاركات الفكرية والأبحاث الجديدة للطلاب، بمشاركة جمهور محلي وإقليمي ودولي.”

فيديوهات المؤتمر