مؤتمر رائد حول الذكاء الاصطناعي ومستقبل الوظائف يبشر بمستقبل أكثر استدامة
اختتمت جامعة جورجتاون في قطر مؤتمرها التاسع من سلسلة “حوارات” والذي طال انتظاره تحت عنوان “ثورة الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات لمستقبل الوظائف والآثار على البيئة“. وقد جمعت هذه الفعالية، التي أقيمت بالتعاون مع جامعة كارنيجي ميلون في قطر، خبراء وأصحاب رؤى مشهورين عالميا لفهم مستقبل العمل والتوظيف من خلال النظر في تقاطع التحديات الأكثر إلحاحا للبشرية: الأزمة البيئية الحرجة والمشهد سريع التطور للذكاء الاصطناعي (AI).
وفي كلمته الافتتاحية، أكد د. صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، على أهمية اتباع نهج متعدد التخصصات للنظر في آثار الذكاء الاصطناعي وتبعات تطبيقه على كل شيء بداية من النظام الفضائي وحتى النظم الاجتماعية، قائلا: “تخبرنا التقاليد اليسوعية لروح جامعة جورجتاون أن العمل هو دعوة، والإشراف على البيئة مسؤولية مشتركة، وهي مبادئ تشكل مؤتمر اليوم، فلقد أجبرنا الذكاء الاصطناعي على إعادة النظر في هويتنا… الوقوف على عتبة رفع البشرية إلى ارتفاعات لم نكن نتخيلها من قبل، أو كشف الخيوط الدقيقة والروابط التي تربطنا “.
مهد المتحدث الرئيسي د. “موريبا جاه”، أستاذ هندسة الطيران والميكانيكا الهندسية بجامعة تكساس في مدينة أوستن، من خلال عرضه الشيق، الطريق ليوم من المناقشات العميقة، قائلا: “لقد وضعتنا أفعالنا وقراراتنا الجماعية على طريق الانقراض الذاتي … لكن هناك أمل “. قدم خطابه رؤية ثاقبة تتعلق بكيفية زيادة ذكائنا باستخدام التكنولوجيا والآلات لمعالجة البيانات التي يمكننا تحليلها وتفسيرها لاتخاذ خيارات أفضل، وقال: “نحن بحاجة إلى رؤية الآلات كمتعاونين، فلا يمكننا تحقيق الاستدامة بدونها، ولكن القوة تكمن في خياراتنا”.
كما تضمن المؤتمر، الذي أعقب يوما من المناقشات المغلقة مع ضيوف رفيعي المستوى، وأصحاب المصلحة الممارسين لتلك الانشطة على المستوى الوطني، لتحديد التحديات والحلول المحددة ذات الصلة بقطر ومنطقة الخليج، حلقات نقاشية ديناميكية ركزت على التحولات التكنولوجية والاقتصادية في المنطقة العربية.
كما قدمت راقصة الباليه والمتخصصة في الفيزياء الكمية د. ميريت مور، وهي أيضا الفنانة المقيمة في جامعة نيويورك بأبوظبي، قدمت نظرة ثاقبة على العلاقة المتطورة بين التكنولوجيا والبشر. وشجعت الحضور على معالجة الخوف وجها لوجه، واستعرضت رؤيتها للعلاقات المتطورة بين التكنولوجيا والانسان، التي ترقى الى مستوى الشراكة، مشيرة الى الدور الإبداعي لاستخدامات الآلات لتحري ما تعنيه الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي، طبيعة العلاقة المتغيرة بين الإنسان والآلة لزيادة المعلومات والتعليم و الإدراك الذاتي.
عن هذا يقول محمد الحردان، رئيس قسم التكنولوجيا في إدارة الإعلام والاتصالات في جهاز قطر للاستثمار، “نحن أيضا نستثمر في شركات الذكاء الاصطناعي، وأول ما نطلبه منهم هو القوم الى قطر، ونحن متأكدون من أن قطر على استعداد لتبني منظور البنية التحتية الرقمية” كما تناول مزايا وتحديات تطبيق تقنيات جديدة وابتكارات علمية في المنطقة، و قال: “الميزة الفورية والأبعد تأثيرا هي الحصول على منتجات وخدمات أرخص، مما يعني بالضرورة تحسين نوعية الحياة وزيادة الدخل والإنفاق”.
ثم استعرض بعضا من مساهمات جهاز قطر للتنمية لضمان أن تكون دولة قطر مستعدة لتطبيق منظور البنية الرقمية التحتية . ثم قام باستعراض التحديات الرئيسية، وقال: ” نحن نرى دولا ينقطع فيها التيار الكهربائي، بينما نرى أن الاتجاه العالمي هو المخاوف والتوتر بشأن الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الكون، في إطار بيئي اجتماعي منظم على المستوى الوطني، فاحتياجات الطاقة من الذكاء الاصطناعي غير متناسبة، وهذا له الكثير من الآثار على البيئة “.
ومن بين المتحدثين الآخرين الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للبنية التحتية الذكية في الشرق الأوسط، “هاكان أوزدمير”، الذي شارك كيف تدمج شركته التقنيات التحويلية في المنطقة، لقدرتها على تسريع الاستدامة وتخفيض التكلفة، فضلا عن قدرتها على تسريع التنمية. كما ناقشت “ريكا ناكازاوا” ، مديرة التكنولوجيا ورأس المال الاستثماري ورئيسة الابتكار التجاري في شركة NTT اليابانية العملاقة للاتصالات، ما يمكن القيام به لبناء الاستدامة في التحول التكنولوجي. وقدم باول غميريك، كبير الباحثين في منظمة العمل الدولية، رؤى حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان،
في حين ترأست الدكتورة رها حكيم دافر، كبيرة مستشاري جامعة جورجتاون في قطر ومعهد مشاعات الأرض بالجامعة ، حلقة نقاش مركزة تدرس كيف يغير الذكاء الاصطناعي طبيعة العمل ويزيد من عدم المساواة الاقتصادية، وما يعنيه ذلك لتدريب الجيل القادم من العاملين في مجال المعرفة المجهزين لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل العالم إلى الأفضل.
أدار الجلسة الختامية د. اليكزس أنطونيادس، أستاذ الاقتصاد بجامعة جورجتاون في قطر، ومدير برنامج الاقتصاد الدولي بالجامعة حيث عرض رؤيته عن الذكاء الاصطناعي و التحولات المتوقعة في أسواق العمالة ، .
كما قدم باول جميريك ، كبير الباحثين في منظمة العمل الدولية صورة عالمية للتغيير في العمل، قائلا إن حوالي 5٪ من الوظائف يمكن الاستغناء عنها، بينما يمكن زيادة 15٪ وتوسيع أعدادها وتحدث سالم البرمي، مستشار التخطيط الاستراتيجي والتحول الرقمي في وزارة العمل القطرية، عن كيفية تحليل قطر حاليا لفجوة المهارات لديها، وتوقعها بأنها ستكون قادرة على إصدار نصائح لطلاب المدارس الثانوية والجامعات في المستقبل القريب
من المرجح أن تظل الاتصالات والتنظيم والعمل الجماعي من أهم المهارات في المستقبل، كما قال إيمانويل شاتزيكونستانتينو، الأستاذ المساعد في الاقتصاد الدولي بجامعة جورجتاون في قطر، وعلى الرغم من وجود مهارات رقمية محددة ترتفع وتنخفض في تحليل البيانات، “خلاصة القول هي أن المهارة الأكثر أهمية وسلاسة في المستقبل هي القدرة على استخدام التكنولوجيا”.
وهو بذلك يحذر من أن ذلك سيكون له تأثيرات كبيرة على الطبقة الوسطى، وفي نفس السياق قالت هدى الخزيمي، المستشارة الاستراتيجية ونائب العميد لترجمة الأبحاث والابتكار وريادة الأعمال في جامعة نيويورك أبوظبي، إن هناك أكثر من 25 طفرة تكنولوجية وانجازا متزامنة ستؤثر على مستقبل الوظائف، لكن الدورة الاقتصادية الحالية تركز فقط على الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، وكما ذكر إيمانويل شاتزيكونستانتينو، الأستاذ المساعد للاقتصاد الدولي بجامعة جورجتاون في قطر، فمن المرجح أن تظل الاتصالات والتنظيم والعمل الجماعي هي المهارات الأولى للمستقبل المنظور. في حين أن المهارات الرقمية المحددة ترتفع وتنخفض في تحليل بيانات طلبات أرباب العمل، “.
نبذة عن سلسلة حوارات
توفر سلسلة مؤتمرات “حوارات” في جامعة جورجتاون في قطر منصة للحوار الشامل حول القضايا ذات الصلة على الصعيد العالمي. من خلال الجمع بين العلماء وصانعي السياسات والجمهور، تعزز السلسلة الحلول المبتكرة والخطاب المستنير حول التحديات الأكثر إلحاحا للبشرية