ماذا بعد تفجيرات بولاواما؟
في السابع والعشرين من فبراير 2019 نظّم النادي الطلابي لجمعية جنوب آسيا حلقة نقاش بعنوان “تفجيرات بولواما: ماذا بعد؟” لإلقاء الضوء على التصعيد الأخير للعنف في كشمير.
وقد رحب رئيس جمعية جنوب آسيا ، زوباش شاكر، بالحضور واسترجع سلسلة الأحداث التي أثارها تفجير انتحاري وقع مؤخرا بسيارة مفخخة وأسفر عن مقتل 42 من القوات الهندية في كشمير التي تسيطر عليها الهند. رداً على ذلك، قصفت الهند أهدافاً إرهابية مزعومة في كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان ، ثم أسقطت باكستان طائرات حربية الهندية فوق المجال الجوي لباكستان كرد على ذلك.
قدم زاوباش قائمة الضيوف المتحدثين، والتي ضمت اثنين من الطلاب من كشمير، طه كليم وشيزا عباسي من طلاب جامعة جورجتاون في قطر، إضافة إلى الدكتور عدي شاندرا الأستاذ المساعد في دراسات الحكومة بالجامعة.
بدأت شيزا ، وهي طالبة في السنة النهائية وتعمل حاليا في مشروع بحثي لأطروحة حول كشمير، بمراجعة تاريخ المنطقة، قائلة: “إن العنف يمثل شكلا رهيبا من أشكال فك الارتباط ، ولكن يجب فهمه، لأنه يتطلب سياقًا ناقدًا”.
ووصفت تاريخ الاحتجاجات الذي بدأ حتى قبل تقسيم ما بعد الاستعمار، والعقود التي تلت من المظالم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأغلبية المسلمة التي تعيش في شطر كشمير الخاضع لإدارة الهند. واستعرضت ردود فعل الدولة على تلك المظالم، من اللامبالاة إلى استراتيجيات مكافحة التمرد الوحشية، والتي فشلت جميعها في حل أو معالجة المخاوف المشروعة.
بعد ذلك شارك طه ذكرياته حول في نشأته في كشمير، مع لفت الانتباه إلى تعقيد الصراع ومحو وجهات نظر الكشميريين أنفسهم.حيث قال : “الإعلام على جانبي كشمير يصور الصراع هناك كصراع واضح وجلي، أبيض وأسود، حيث يتعين علينا الانضمام إلى أحد الجانبين. لكن العيش في كشمير يختلف كثيراً عن الروايات في كلا الجانبين. مجتمعنا منقسم، ولايمكن القول إن الجميع يريدون نفس الشيء. لذا اسمحوا لي أن أوضح أن الصورة ليست واضحة كما يظن الكثيرون “.
عرض الدكتور تشاندرا، المتخصص في دراسات جنوب آسيا، الأحداث في سياق الانتخابات العامة المقبلة في الهند والتي يحاول حزب بهاراتيا جاناتا بقيادة ناريندرا مودي الحفاظ على قبضته على السلطة. وقال الدكتور تشاندرا: “بالنسبة لي، الشيء الوحيد الذي أضيفه هو كيف تبدو الأمور من الجانب الهندي، وهناك تداعيات قاسية لما يحدث على طول الحدود، وعلى السياسات الداخلية الهندية، وعلى كيفية إدارة الهند للجزء الخاص بها من كشمير”.
وبينما أشار إلى أن ضربات الهند الجوية أفرزت دخاناً أكثر من الحريق الفعلي، أوضح أن “صليل السيوف” على الحدود قد يكون مقدمة لإعلان حالة الطوارئ الوطنية على أساس “العدوان الخارجي” الذي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة.
اختتم الحدث بجلسة من الأسئلة والأجوبة تسمح للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بطرح أسئلة حول الأسباب والعواقب والمسار المقبل للمشكلة في ذلك الإقليم.