محاضرة عامة تستكشف ظاهرة التفجيرات الانتحارية في أفغانستان
هل هو غسيل للأدمغة أم عقل شرير محض، ذلك الذي يدفع البشر العاديين لأن يصبحوا انتحاريين يفجرون أنفسهم؟ أم ثمة عوامل أخرى تدفع لهذا الأمر؟ قام البروفيسور دافيد إدواردز يسبر أغوار هذه القضية في محاضرة عامة القاها بمقر جامعة جورجتاون في قطر بالمدينة التعليمية مساء الأربعاء 18 أكتوبر.
وخلال هذه المحاضرة التي فُتحت لعموم الجمهور، تناول البروفيسور إدواردز الذي يشغل منصب أستاذ علم الأجناس البشرية بكلية وليامز بالولايات المتحدة، بالشرح والتحليل كتابه الأخير الذي يحمل عنوان “موكب الشهداء: التفجيرات الانتحارية والتضحية بالنفس في أفغانستان”.
في هذا الكتاب يدرس إدواردز ظاهرة تزايد التفجيرات الانتحارية في سياق العقيدة المتجذرة في ثقافات الشعوب والطقوس المرتبطة بتقديم القرابين في أفغانستان. ويسعى في كتابه إلى تعقب هذه الصيغة العنيفة من التضحية بالذات، والرجوع بها إلى أصولها منذ ثمانينيات القرن الماضي زمن الغزو السوفياتي لأفغانستان، وحتى اليوم في عصر وسائط التواصل الإلكتروني الاجتماعية، ويفسر كيف جرى استغلال مفهوم الاستشهاد لتحقيق مكاسب سياسية.
عن هذا البحث يقول إدواردز :”تابعت إجراء أبحاثي عن أفغانستان منذ بدء الحرب هناك قبل أربعين عاماً، وقد شهدت تحول الثقافة الأفغانية بفعل الحروب، وهو ما أوضحه في هذا الكتاب “موكب الشهداء: التفجيرات الانتحارية والتضحية بالنفس في أفغانستان”، حيث أتعقب جانباً واحداً من هذا التحول وهو تغير النظرة لتناول أعمال العنف وتقبلها وأساليب انتشارها. وبالتحديد، ركزت على التدقيق في كيفية تحول سنن تقديم القرابين، وهي طقوس قديمة ترتبط في المجتمعات التقليدية بالتعبير عن العرفان بالجميل ورد المعروف والسعي للمصالحة بين الجماعات المتنافسة والفصائل المتناحرة، وهو ما تحول تدريجيا إلى ثقافة وعقيدة قائمتين على مبدأ الاستشهاد.”
يحمل البروفيسور إدواردز درجة الدكتوراه من جامعة ميشيغان ولديه عدد من الاهتمامات البحثية ومن بينها أفغانستان، والإسلام، والعنف السياسي، والجانب الإنساني من مجتمعات ما بعد النزاعات. وقد نقلت وسائل الإعلام الكثير من خبراته على صفحاتها مثل صحيفة النيويورك تايمز، والواشنطن بوست، ومجلة نيوزويك، وهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، ووكالة أنباء رويترز. ويذكر أن هذا الكتاب الأخير، هو ثالث كتاب له عن أفغانستان.