مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر يستكشف استراتيجية الانتخابات الأمريكية واتجاهات الناخبين

Clyde Wilcox- Event Public Talk Party Politics, Voter Behavior, and Hot Topic Issues

في الفترة الساخنة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تسبر جامعة جورجتاون في قطر اغوار الديمقراطية الأمريكية من خلال سلسلة من الفعاليات التي يستضيفها مركز الدراسات الدولية والإقليمية بالجامعة. وقد نظم المركز ندوتين حضرهما كبار أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورجتاون في قطر تضمنتا مناقشات دقيقة حول القوى التي تشكل المشهد الانتخابي – من السياسة الحزبية وسلوك الناخبين إلى الاستراتيجيات الكامنة وراء إدارة حملة رئاسية.

“السياسة الحزبية وسلوك الناخبين وقضايا الموضوعات الساخنة:” مشهد متغير

“يا له من فارق يحدثه شهر”، بهذا التعجب بدأ الدكتور كلايد ويلكوكس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجتاون في قطر، متحدثا عن الطبيعة المتقلبة للدورة الانتخابية الحالية. ومن خلال التناوب بين الفكاهة والجدية، قام البروفيسور ويلكوكس وزملاؤه أعضاء اللجنة الدكتورة أماندا غاريت ، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية ، والدكتور بول موسغريف ، الأستاذ المشارك بنفس التخصص، بتشريح استراتيجيات الحملة، مع التركيز على الخصائص غير العادية لهذه الانتخابات.

أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على النتيجة هو الغموض الاستراتيجي وعدم الوضوح الذي يشوب الديمقراطيين بشأن بعض القضايا. وترى البروفيسور غاريت، أن هذا قد يكون جهدا محسوبا وأسلوبا متعمدا “لرمي شبكته على أوسع نطاق ممكن”. ومع ذلك، حذرت من أن هذا النهج يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، وقارنت ذلك بخسائر الوسط في الانتخابات الأوروبية.

ومن جانبه أشار البروفيسور موسغريف إلى أنه سيكون للانتخابات أيضا آثار عالمية بعيدة المدى قائلا: “الأمريكيون لا يصوتون على السياسة الخارجية، لكن السياسة الخارجية تحددها الانتخابات الأمريكية” ،. وشدد على أن نهج حملة هاريس في العلاقات الدولية، وخاصة في الشرق الأوسط، لا يزال جانبا محوريا في هذه الانتخابات. وأوضح البروفيسور موسغريف أن “حملة هاريس كانت صامتة بشأن غزة”، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية ليست أحادية الجانب لصالح إسرائيل كما كانت من قبل. إنها قضية تعقد الأمور كثيرا بالنسبة للتحالف الديمقراطي”.

تعد سياسات الهوية عاملا حاسما آخر، حيث شدد البروفيسور ويلكوكس على أهمية أن تكون نائبة الرئيس كامالا هاريس “أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي، وأول امرأة أمريكية آسيوية” مرشحة للرئاسة عن أحد الحزبين الرئيسيين.

تخيم في الأفق، فوق كل هذه العوامل، مخاوف من أن هذه الانتخابات “تشكل تهديدا خاصا جدا للديمقراطية الأمريكية”. فوفقا للبروفيسور ويلكوكس، عندما خسر دونالد ترامب الانتخابات الأخيرة، أفاد مساعدوه أنه “كان يتصل بالمشرعين في الولايات ويقول: لماذا لا تتظاهرون فقط بأنني فزت وتصادقون على انتخابي؟” وهذا يثير تساؤلات مقلقة حول ما إذا كان سيتم قبول نتائج الانتخابات على أنها شرعية هذه المرة، وربما سيترك القرار النهائي لساحات القضاء.

كما تطرق البروفيسور ويلكوكس إلى ديناميكيات النوع الاجتماعي التي غالبا ما تؤثر على استراتيجيات الحملة، مشيرا إلى أن “هناك توقعات جنسانية حول الانتخابات، والتي قد لا تنطبق هنا، ولكن الفهم الشائع لرجل يترشح ضد امرأة هو أنه لا يمكن لأي من الجانبين أن يكون مبالغا في عدوانيته بشكل مفرط”. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه المواقف التقليدية أيضا تتغير، مما قد يمنح نائبة الرئيس كاميلا هاريس مساحة أكبر لتحدي ترامب دون مواجهة رد الفعل العنيف المعتاد منه.

“داخل حملة رئاسية أمريكية: آليات النصر

لاحظ البروفيسور موسغريف أن الولايات المتحدة أصبحت متعددة الأعراق على نحو متزايد، وهي حقيقة لم يتبناها سوى حزب واحد بالكامل. وسلط الضوء على أن قاعدة ناخبي الحزب الجمهوري لا تزال في الغالب بيضاء وأقل تعليما من الديمقراطيين، وهو شعور اشتهر بملاحظة الرئيس السابق ترامب ، “أنا أحب أنصاف المتعلمين والذين حصلوا على تعليم رديء”.

المعركة من أجل صوت الناخب الأمريكي

وخلال المناقشات، لفت الضيوف المتحدثون الانتباه إلى الكيفية التي تمتد بها المخاطر في هذه الانتخابات إلى ما هو أبعد من المرشحين الفرديين، فهم يمثلون المسار المستقبلي للديمقراطية الأمريكية. في حين أن التعقيدات تبدو واضحة، فإن استراتيجية الفوز أيضا واضحة، وتتوقع الأستاذة غاريث: “أيا كان المرشح الذي ينجح في ينأى بنفسه عن الوضع الراهن، ويضع نفسه كمنارة للتغيير فمن المرجح أن يفوز”.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، سيواصل مركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر استضافة الفعاليات والمناسبات التي تقدم رؤى قيمة حول القوى التي تشكل هذه اللحظة المحورية في تاريخ الولايات المتحدة. من خلال تحليل الخبراء والمناقشات الثرية والجذابة، تمنح هذه المحادثات المجتمع مقعدا في الصف الأمامي للدراما التي تتكشف لواقع الديمقراطية الأمريكية.