“مركز الدراسات الدولية والإقليمية يستضيف ندوة بعنوان “وسائل الإعلام بين الحوار والحر

Symposium entitled

استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية بالتعاون مع منظمة “ريسيت” الإيطالية للحوار بين الحضارات ندوة مشتركة لمدة يوم واحد بعنوان “وسائل الإعلام العالمية بين الحوار والحرب: عندما يعزز الأعداء التقييمات”.

عرضت الندوة التي أقيمت يوم 26 فبراير 2008 لمجموعة مكثفة من الحوارات، شارك فيها نخبة من الخبراء في مجالات الإعلام والصحافة والعلاقات الدولية والأفلام، لمناقشة نتائج توظيف وسائل الإعلام العالمية كسلاح في الحرب. تناولت المناقشات عدة قضايا محورية تتعلق بالعلاقة بين وسائل الإعلام والحرب، إضافة إلى ما آلت إليه حالة التفاعل بين وسائل الإعلام العربية والغربية.

أبرزت الندوة ارتفاع حدة القلق لدى الخبراء وصانعي السياسات بشأن البيئة الإعلامية العالمية التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتراجع الدقة والموضوعية في إعداد التقارير جراء توظيف بعض الممارسات والأساليب لإرضاء المشاهد المحلي ومنافسة المنافذ الإعلامية العالمية. إزاء ذلك، أطلق الخبراء خلال هذه المناقشات عدة تحذيرات من استخدام وسائل الإعلام للترويج لبعض الصور النمطية وإذكاء التعصب السياسي. في هذا السياق، أكد وزير الداخلية الإيطالي، جوليانو أماتو أنه: “لا ينبغي السماح للسياسة بالتداخل مع وسائل الإعلام.”

وأضاف عضو البرلمان الألماني، أوتو شيلي، أن: “تداخل الإعلام والسياسة يؤدي في الغالب إلى أضرار جسيمة.”

رغم ما شهده الإعلام العربي من طفرة في زيادة أعداد القنوات الفضائية الإخبارية المستقلة، لا تزال وسائل الإعلام العربية أيضا تواجه تحدي التداخل السياسي. وقد أعرب المتحدثون في المؤتمر عن حاجة هذه المنافذ الإعلامية إلى إصلاحات جذرية للتخلص من الرقابة الحكومية الصارمة. لقد تبوأت المادة الإعلامية العربية مكانة هامة نتيجة الجهود الدؤوبة التي تبذلها المنافذ الإعلامية لكسب مزيد من المشاهدين. رغم ذلك، أشار إبراهيم هلال، نائب مدير قناة الجزيرة الإنجليزية، إلى أن الصحفيين ينتجون غالبا أخبارا يعكسون من خلالها تحيزاتهم وينشرون عن طريقها بعض الصور النمطية عن الآخر.

 شاهد الحضور أيضا فيلمين وثائقيين، كما طرحوا بعض الأسئلة على المخرجين. عرض المنتج الإيراني حسين دهباشي ومساعده ماتيو فارزانيه الفيلم الأول الذي حمل عنوان “من ينبغي أن تصدق”، وهو نسخة منقحة من فيلم وثائقي طويل تبلغ مدة عرضه سبع ساعات، ويناقش كيف تحولت الحرب في العراق إلى مادة استقطابية في وسائل الإعلام العربية والغربية. أما الفيلم الثاني فيمثل اقتراحا تقدم به كارلو سارتوري، المدير التنفيذي لمؤسسة نيوكو راي الدولية (مؤسسة إيطالية متخصصة في مجال الإعلام) بتدشين قناة ناطقة باللغة العربية تعبر عن وجهة النظر الإيطالية، لتخفيف حدة التوتر بين العالمين العربي والغربي عن طريق التأكيد على التواصل بين الثقافات.

حضر الندوة لفيف من الطلاب والصحفيين والمفكرين وسفراء بعض الدول لدى الدوحة وبعض الجماهير. خلصت الندوة إلى أن الاستماع يمثل حلا لإنهاء الحرب بنفس القدر الذي يمثله التحدث، وأن هذا الاتصال ثنائي الاتجاه يمثل أسهل وأصعب نموذج للاتصال في آن.