منتدى ثقافات الطاقة العالمية من جامعة جورجتاون في قطر يسلط الضوء على العلاقات بين الفن والنشاط الأكاديمي والسلوكيات الاجتماعية
سلط المشاركون في اليوم الأول من منتدى جامعة جورجتاون في قطر بعنوان “ثقافات الطاقة العالمية: كيف تشكل الطاقة حياتنا اليومية” بالتعاون مع متاحف مشيرب الضوء على علاقات التأثير والتأثر المتبادلة بين الطاقة والثقافة والمجتمع سعيًا لتحقيق العدالة والاستدامة.
وناقش الخبراء والباحثون والفنانون وصانعو الأفلام كيف تتشابك الممارسات الثقافية المتنوعة وممارسات استهلاك الطاقة وإنتاجها وتوزيعها مع مختلف جوانب الحياة اليومية في جميع أنحاء العالم، من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها.
وعلّق الدكتور صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر، قائلًا: “الطاقة هي جوهر كل جانب من جوانب الحياة: العلوم والتكنولوجيا والاتصالات والاقتصاد، وتتجاوز أهميتها الجانب المادي وتمتد إلى الثقافة والمجتمع. إنها تؤثر على فهمنا للعالم وتربط المجتمعات البشرية ببعضها البعض، وهي في الوقت نفسه أحد عوامل التعاون وأحد أسباب نشوب الصراعات. ولهذا يركز هذا المنتدى من سلسلة حوارات بجامعة جورجتاون في قطر على الطاقة بمختلف صورها كموضوع رئيسي، ويحث على التفكير في المعاني العميقة والمتعددة للطاقة وعلاقاتنا المتغيرة معها بينما نسعى جاهدين لتحقيق العدالة والاستدامة”.
وقد قام فيكتور إهيكامينور، وهو فنان بصري نيجيري-أمريكي وهو حاليا الفنان المقيم لدى جامعة جورجتاون في قطر، ومتحدث رئيسي بإبداع عمل فني بمناسبة المنتدى بعنوان “لأولئك الذين غفوا في الظلام مع أشباح يمكن التعرف عليها”.
وفي أثناء شرحه لتأثير الأحداث الجارية على عمله الفني، قال: “عندما خططنا للإقامة في الجامعة منذ أشهر، لم يكن أحد يعلم أنه ستكون هناك هذه الحروب القائمة حول العالم. ها نحن الآن نجري هذا الحوار حول الطاقة، ولكن في مكان ما من العالم، هناك أشخاص لم يعد لديهم بيت يؤويهم أو وطن يحميهم. وبدأت صور هذا الواقع المأسوي ترسم الاتجاه الذي أعمل عليه، وغيرت موضوعي ومنظوري الأولي، فأصبح الأمر الآن أكثر ارتباطا بالإنسانية.”
وقال إهيكامينور: “نحن كبشر نتبادل الطاقة مع كل شيء نلمسه، وإن كان الأمر كذلك، فكيف يتسنى لنا تعريف طبيعة التقاطعات والتداخلات بين الطاقة والثقافة؟ ثمة أمر واحد يربطنا جميعًا معًا ألا وهو أن الطاقة ضرورية، وهي ليست شيئًا يسعنا أن نغامر بتجاهله، سواء كانت طاقة بشرية أو طاقة كهربائية أو أي شكل آخر، فنحن بحاجة إلى تبني السلام بنفس القدر، وبقدر ما يدعو مناصري الحرب إليها، فإننا نحتاج إلى نفس المستوى من الطاقة للمطالبة بالسلام”.
وتناولت النقاشات خلال جلسات اليوم من استخدام الطاقة المنزلية إلى الديناميكيات المكانية للطاقة. وقد ساهمت جلسة “أصوات شبابية لمستقبل مستدام” في طرح وجهات نظر الجيل القادم.
وتأتي جلسة “المساحات التراثية ومستقبل الطاقة” لتثري البرنامج الزاخر للمنتدى، حيث ناقش المشاركون فيها التفاعل الديناميكي بين المساحات التراثية ومستقبل الطاقة. وشهدت الجلسة، التي ترأستها نوف آل ثاني من جامعة جورجتاون في قطر، نقاشات معمّقة شارك فيها الدكتور حافظ علي عبد الله، مدير أول الاتصالات المؤسسية في مشيرب العقارية، والدكتور هيروكي شين، زميل نائب المستشار جامعة كوينز بلفاست، أستريد كينسينغر، أستاذة مشاركة ورئيس قسم التصميم الجرافيكي، جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.
تحدّث الدكتور حافظ عن الدروس المستفادة من الربط بين الحفاظ على التراث والطاقة قائلًا: “صُممت مشيرب قلب الدوحة بحيث تكون متناغمة مع البيئة المحلية. وتُستخدم التكنولوجيا القديمة والحديثة لتحقيق أقصى قدر من الراحة مع الحد الأدنى من استخدام الطاقة، وتقليل الاعتماد على السيارات، وتفادي البنايات الشاهقة بما يتماشى مع الممارسات المعمارية التقليدية في المنطقة، وتقليل ارتفاع الحرارة واستغلال الطاقة الطبيعية للشمس والرياح، وفي ذات الوقت حماية المواد الطبيعية والنباتات المحلية في المنطقة. لقد استخدمنا هذه المعرفة التقليدية مع التكنولوجيا الحديثة لإنشاء نموذج لما يجب أن تكون عليه مدينة المستقبل”.
وأضاف: “لقد غيرت التنمية الاقتصادية والحضرية والنمو الديموغرافي قطر بشكل كبير على مدى الخمسين عامًا الماضية. ومع ذلك، لا يمكننا الانتقال إلى المستقبل دون احترام تقاليد الماضي والحفاظ عليها والاحتفاء بها”.
وسيتضمن المنتدى، الذي تستمر أعماله حتى 10 ديسمبر في متاحف مشيرب، جلسة بعنوان “إنهاء استعمار الطاقة: فلسطين وما بعدها” تشارك فيها الدكتورة منى الدجاني، من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتور مازن قمصية، مؤسس ومدير متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي. وذلك بالإضافة إلى الجلسات الأخرى منها “حديث فني: حوار مع عمر العقاد” و”العمارة والطاقة: حوار مع الممارسين”.
وستختتم أعمال المنتدى بأداء موسيقي متميّز من تأليف دانييل كروفورد، عالم وفنان من جامعة ألاسكا، وعزف رباعي الدوحة للآلات الوترية، وهم اعضاء بأوركسترا قطر الفلهارموني. تم تأليف الموسيقى باستخدام بيانات علمية من الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، وتحليل درجة حرارة السطح من معهد جودارد لدراسات الفضاء، وهو تقدير للتغير العالمي في درجة حرارة سطح الارض.
جدير بالذكر أن المنتدى مفتوح للجمهور في متاحف مشيرب – قلب الدوحة. للاطلاع على البرنامج الكامل والتسجيل، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للمنتدى: