من الدوحة إلى هافانا: طالب جورجتاون ويلبيرت فيلز بيير لويس يمسك بأطراف الدبلوماسية الثقافية على المسرح العالمي

IMG_4296

عندما صعد ويلبرت فيلز بيير لويس إلى المنصة في هافانا في ”الندوة الدولية للدبلوماسية الثقافية“، لم يكن يقدم ورقة بحثية فحسب، بل كان يحمل إرث وطنه الأم، هايتي والتزام جامعة جورجتاون في قطر بالمواطنة العالمية.

سافر ويلبرت، وهو طالب في السنة الثالثة في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، إلى كوبا للمشاركة في الندوة الدبلوماسية التي استضافها المعهد العالي للعلاقات الدولية، وهو الأكاديمية الدبلوماسية الأولى في كوبا. وكانت ورقته البحثية بعنوان ”ما وراء الحدود: الدبلوماسية الثقافية في هايتي وتأثيرها العالمي”، كانت من بين عدد قليل من الأوراق  البحثية المختارة التي تم قبولها للعرض في تلك الندوة

قال ويلبرت: ”شعرت أنني كنت أمثل أكثر من نفسي، شعرت كأنني كنت أتحدث نيابة عن بلد غالباً ما يُساء تمثيله، وعن جامعة تدفع الطلاب للتفكير إلى ما وراء الحدود.“

دفع ويلبرت في عرضه التقديمي بأن تاريخ هايتي الثوري وتراثها الفني الغني والشتات النابض بالحياة هي موارد غير مستغلة في إعادة تشكيل صورة البلد على الصعيد الدولي، مقترحًا نموذجًا لهايتي للاستفادة من الأصول الثقافية كأداة للدبلوماسية الاستراتيجية.

مقابلة إعلامية

كما لفتت رؤى ويلبرت وارائه وشغفه بالدبلوماسية الثقافية انتباه وسائل الإعلام الوطنية. فخلال الندوة، أجرت معه قناة تلفزيون “كوبافيزيون انترناشيونال”  ، وهي إحدى القنوات التلفزيونية الدولية الرائدة في كوبا، حوارا عن موضوع بحثه، وقد تطرقت تعليقاته، التي بُثت في جميع أنحاء المنطقة، إلى الدور المتنامي للتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي في تشكيل الروايات العالمية وتعزيز القوة الناعمة.

قال ويلبرت: ”كان الأمر أشبه بالحُلم، أن يُطلب مني التحدث على التلفزيون الوطني الكوبي!  وهو ما أظهر لي أن الأفكار مهمة، حتى عبر اختلاف اللغات والأنظمة السياسية “.

التحضير للنجاح

نشأت نظرة ويلبرت الثاقبة للدبلوماسية الثقافية في هايتي من خلال بحثه في تخصص الثقافة والسياسة وخبرته العملية كمتدرب في سفارة هايتي في قطر، وهو يعزو الفضل في ذلك إلى المقرر الدراسي بعنوان: “الدبلوماسية الثقافية: السياسة والممارسة” كأساس لتفكيره.

وعن هذا التطور في حياته العملية يقول: ”لطالما أكدت الدكتورة نادين غملوش، أستاذة الدبلوماسية وفن التفاوض، على ربط الفصول الدراسية بالعالم الحقيقي، وهذه العقلية هي التي شكلت هذا البحث.“

يمزج ويلبرت في تركيزه الأكاديمي بين العلاقات الدولية والتاريخ والتحليل الثقافي، وهو مزيج يقول إنه أعده لكتابة الأفكار الواردة في بحثه والدفاع عنها.

”يقول ويلبرت: ”أريد أن يربط عملي بين التجربة المعاشة والاستقصاء الأكاديمي. ”فالدبلوماسية ليست فقط ما يحدث بين الحكومات، بل هي أيضًا ما يحدث بين الناس.“

الممارسة في الدبلوماسية

أثناء وجوده في كوبا، أتيحت لويلبرت أيضًا فرصة مفيدة لإعادة التواصل مع معلمه السابق في سفارة هايتي في قطر، فيشي دي لا فاييت ثيبو، الذي يشغل الآن منصب القائم بالأعمال المؤقت. فخلال فترة تدريبه في قطر، اكتسب ويلبرت معرفة وبصيرة أساسيتين لأبحاثه من خلال ملازمة عمل السفير ثيبو في دعم المغتربين الهايتيين وتمثيل هايتي في المعارض الثقافية.

يقول ويلبرت: ”كان لقاء استاذتي ومرشدتي السابقة في كوبا لحظة فارقة في حياتي المهنية. ”لقد تحدثنا عن عملها الحالي في تنظيم الحوار وتسهيل التبادل الأكاديمي، وذكّرتني بأن الدبلوماسية لا تتعلق فقط بفن إدارة الدول، بل تتعلق بالظهور والحضور وإقامة شراكات ذات مغزى تنمو بمرور الوقت.“

أتيحت لويلبرت أيضًا فرصة القيام بجولة في متاحف المدينة وأحيائها التاريخية، وذلك بفضل مضيفيه في السفارة. عن هذا قال: ”بدت هافانا نفسها وكأنها متحف. كانت هناك منحوتات أو جداريات أو قصة مرئية تروى في كل زاوية. فقد قال لي أحد الطلاب الكوبيين: ”شوارعنا تعلّم التاريخ أكثر من كتبنا“. وقد علق ذلك في ذهني.“

استشراف المستقبل

عاد ويلبرت إلى الدوحة مجددا لاستئناف دراساته، حيث يطبق ما تعلمه في هافانا على أبحاثه الجارية ويواصل استكشاف الدبلوماسية والسياسة الثقافية والتعاون الدولي.

وعن هذه التجربة يقول: ”لقد جعلتني هذه التجربة أدرك أن الشباب يمكن أن يقودوا القاطرة في إعادة تعريف الدبلوماسية، فنحن لا نستعد للمستقبل فحسب، بل نقوم بالفعل بتشكيله.“

تحتفل جامعة جورجتاون في قطر الآن بالذكرى العشرين لتأسيسها ، وهي تجدد التزامها بإعداد الجيل القادم من القادة وصناع القرار المستنير بالبحوث.