من فنانة إلى ناشطة: كيف اكتشفت خريجة جورجتاون شغفًها بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والإبداعية بدعم من مؤسسة قطر
عندما كانت طفلة ترعرعت في كينيا، كانت أليشا سليمان تشعر بالضيق عند مشاهدة التلفزيون والأحداث الرهيبة التي تتكشف في الأخبار. وبمرور الوقت، ومن خلال التركيز على الأحداث العالمية كطالبة في أكاديمية الآغاخان، في مومباسا ، تعرفت على مصطلح “العدالة الاجتماعية” الذي لطالما اهتمت به قبلها كمفهوم، حيث ستؤدي شهادة بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية قريبًا إلى توجيه أليشا إلى مسار مهني يجمع بين شغف الموسيقى والفنون، والتفاني في جعل العالم مكانًا أفضل
بدأت القصة عندما عاد صديقة من المدرسة الثانوية إلى كينيا خلال فصل الصيف مع روايات عن دراستها التصميم الداخلي في مؤسسة قطر. ومع اهتمام اليشا ببرنامج بكالوريوس الشؤون الدولية المتميز، تقدمت أليشا بطلب وتم قبولها في جامعة جورجتاون في قطر
لقد نقلتها الرحلة عبر القارات إلى مكان لم تعرفه من قبل، لكنها لم تشعر بالغربة ، حيث تقول “هناك الكثير من السمات المشتركة بين أكاديمية الآغاخان وجامعة جورجتاون حيث يتبنيان العديد من القيم العالمية، مثل التعددية والعدالة. وكلتا المؤسستين كانتا بمثابة تحد بالنسبة لي الاثنان لي لأن أكون فضولية، ذات مبادئ ، واهتم برعاية الآخرين، وعلى استعداد لحياة اعمل خلالها على خدمتهم “.
بفضل التعمق في دراسة الثقافة والسياسة بجامعة جورجتاون، درست اليشا العلاقة المعقدة بين الثقافة والتنمية البشرية، واكتسبت أدوات تحليلية من مجالات متعددة لممارسة حل المشكلات والتحليل النقدي، وشاركت في الأنشطة ورحلات المشاركة المجتمعية التي اجعلها على اتصال مع بعض المجتمعات والقضايا العالمية التي درستها في الفصل. وعن ذلك تقول: “ما ظل محفورا في نفسي حقًا هو تعلُّم كيف يمكن للثقافة تمكين الناس العاديين من أن يكونوا أسبابا للتغيير”.
عند عودتها إلى كينيا في عام 2016 بعد تخرجها في جامعة جورجتاون، حصلت على زمالة مدتها سنتان في مدرستها ألما ماتر حيث مارست بشكل جيد وسمحت لها باكتساب مهارات جديدة، مثل التصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والعلامات التجارية، وتصميم الرسومات.
استوحت اليشا حماسها من طاقة الطلاب الصغار ومحاولة إيجاد طريقها الخاص، بدأت العمل مع الناشطين والمبدعين في فضاء نيروبي النابض بالحيوية من خلال تدريب عملي على التواصل “باوا 254″، وهي مبادرة غير ربحية ترعى مشاريع إبداعية بهدف التغيير الاجتماعي، ثم عادت إلى مومباسا لبدء مسارها المهني محلي بإنشاء شبكة تواصل للفنانين بهدف عرض أعمالهم. كانت أليشا تعمل في مشاريع مماثلة حتى أثناء وجودها في جامعة جورجتاون في قطر، لكنها شعرت أنها بحاجة لبدء شيء ما داخل مجتمعها لأن “الجميع يظن أنه يجب عليك الذهاب إلى العاصمة للحصول على فرص لتغيير الحياة، خاصة في المجال الإبداعي “.
أليشا، هي نفسها موسيقية وكاتبة جادة، وقد اصبحت مزودة الآن بمهارات عملية للعمل في مجال الاتصالات في مختلف القطاعات. حيث تولت مهمة إدارة قنوات التواصل الاجتماعي لفريق الرقص الشعبي النرويجي “كويك ستايل”، بالإضافة إلى التخطيط للمشاريع المستقبلية المتعلقة بمشاركة المجتمع من خلال الرقص، وهي تقول: “بدأت أفكر، أريد أن أعمل عن كثب مع تلك النوعيات من الفنانين – فهم يحاولون التأثير على مجتمعاتهم والعالم، والجمع بين الناس من خلال الفن.”
وبناءً على اقتراح آن نبيل، العميدة المساعدة للتدريس والتعلم والتقييم في جامعة جورجتاون في قطر، تقدمت أليشا بطلب إلى كلية لندن الجامعية في قطر للحصول على درجة الماجستير في ممارسة المتاحف والمعارض. كما أيدت الدكتورة فيبي موساندو، أستاذة مشاركة في التاريخ في جامعة جورجتاون في قطر هذه الخطوة، ودعمتها ، بالإضافة إلى خطاب توصية رائع للتقديم في البرنامج. عادت اليشا إلى الدوحة، واليوم ، تنهي دراستها العليا، مع خطط للعمل في ميدان المتاحف والتراث الثقافي في الدوحة قبل العودة إلى مومباسا لمواصلة العمل الذي بدأته، ودعم المبدعين المحليين.
وعن هذا التطور تقول : “بفضل دراستي للثقافة والسياسة ، أنا لا أفكر في الفن على أنه سلبي، ولكن كأداة دبلوماسية ، كقوة ناعمة. ولذلك وجدت نفسي أتساءل: كيف يمكن استخدام الفن في المجتمعات للابتعاد عن الصراعات؟ كيف يمكن أن يصبح الإنتاج الثقافي طريقًا للتمكين السياسي؟ كيف يمكننا أن نجعل المساحات الفنية في متناول المجتمع ؟ ”، وهي تؤكد أن الطريق واضح الآن: “أستطيع أن أرى كل تلك الروابط وأعمل على ربطها مرة أخرى بما أريد أن أساهم به في العالم وفي المجتمعات التي أنتمي إليها. وهذه الخطوات بالنسبة لي تعتبر مثيرة حقًا. “