نظرة تحليلية على تطور اللغة العربية خارج العالم العربي في محاضرة بجورجتاون
منذ فترات طويلة لم تحظ اللغة العربية المستخدمة خارج نطاق دول العالم العربي بأي اهتمام كقضية بحثية، وهو ما تناوله البروفيسور عباس بن مأمون، من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة حيث قدم تحليلاً مفصلاً لهذه القضية في محاضرة ألقاها بجامعة جورجتاون في قطر مؤخراً.
يعرف البروفيسور بن مأمون كباحث في علم اللغويات، متخصص في النحو واللغة العربية كلغة تراثية، وقد ألقى محاضرته عن اللغة العربية المنطوقة في دول تقع جغرافياً خارج العالم العربي، ملقياً الضوء على المشكلات التي يواجهها الجيل الثاني من أبناء العرب عندما يحاولون دراسة اللغة العربية الفصحى في المهجر، خصوصاً في الولايات المتحدة. وهم ما يطلق عليهم وصف “المتحدثين التراثيين” للغة، حيث يتحدثون لغة آبائهم كلغة ثانية بعد الإنجليزية.
عن ذلك يقول البروفيسور بن مأمون: “هناك تشابه كبير بين المتحدثين التراثيين للغة العربية وبين الأطفال العرب، فكلاهما يواجه نفس النوع من الصعوبات الدراسية اللغوية في أسلوب نفي الجملة وتصريف الفعل الماضي والمستقبل، وهذه التشابهات تفتح مساراً جديداً لمساعدة الأطفال على تحسين قدراتهم عند دراسة العربية الفصحى كما تبشر بطرق تدريس جديدة لكيفية استخدام اللهجات الدارجة، التي اكتسبها المتحدثون بالعربية كلغة تراثية، لتحسين قدراتهم على تعلم العربية الفصحى.”
محاضرته ألقى الباحث الضوء على الأبحاث التي أجريت بالفعل على تنويعات اللغة العربية، واللهجات العربية المختلفة ومن بينها لهجات توشك على الاندثار. ولدهشة الكثيرين من الحضور، أشار بن مأمون إلى مناطق جغرافية تقع خارج نطاق دول الجامعة العربية حيث تتكلم بعض المجتمعات اللغة العربية، أو إحدى لهجاتها المحلية، كلغتها الأم. ومن بين هذه البلدان مالطا ومناطق في جنوب شرق تركيا ونيجيريا وتشاد وقبرص. كذلك ألقى المحاضر الضوء على تاريخ اللغة العربية في العديد من المناطق خارج العالم العربي وتأثيرها على لغات ولهجات متعددة من بينها البربرية، والقبطية، والآرامية، والكردية، والأوردية، والهندية، والفارسية، وذلك بسبب حركات نزوح الشعوب خلال الخمسة عشر قرنا الماضية.
لدى البروفيسور بن مأمون عدد من الاهتمامات البحثية من بينها قواعد اللغة والتشكيل واللغات السامية واللغة العربية كلغة تراثية واكتساب اللغة العربية كلغة أولى وكلغة ثانية. وقد حصل على درجة الدكتوراه من جامعة “ساوثرن كاليفورنيا” وله عدة إصدارات في علم اللغويات وبناء الجملة العربية.