ورش عمل جورجتاون تناقش الحدّ من الهدر الغذائي في قطر
بمشاركة مجموعة من شركات توزيع المواد الغذائية ومحلات السوبرماركت والفنادق والمطاعم والمسؤولين الحكوميين والمنظمات غير الحكومية والمستهلكين المحليين، أقيمت مؤخرا ورشتا عمل منفصلتان في جامعة جورجتاون قطر.
وكانت ورش العمل جزءاً من مشروع “حماية الأغذية والبيئة في قطر”، وهو مشروع مشترك (NPRP 7 – 1103 – 5 – 156) مدته 3 سنوات بين جامعة جورجتاون قطر وجامعتي كرانفيلد وبرونيل في المملكة المتحدة وجامعة ويسترن سيدني. ويجري تنفيذ المشروع من خلال منحة بحثية من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، تتناول قضية الهدر الغذائي خلال توزيع المواد الغذائية واستهلاكها في قطر.
وقال الباحث الرئيسي في المشروع الدكتور إيمل أكتاس من جامعة كرانفيلد، إن من أهم أهداف المشروع، رفع الوعي حول كمية المواد الغذائية التي يتم التخلص منها، وكذلك وضع حلول للحد من هدر الغذاء. وأضاف: “يسعى هذا المشروع إلى معالجة جانب مهمّ من الأمن الغذائي في قطر، وذلك من خلال تحديد التدخلات الممكنة بشأن النفايات الغذائية، الأمر الذي قد يكون مفيداً أيضاً للبلدان ذات الموارد الغذائية المحدودة”.
قدّمت كل من ورش العمل لمحة عامة عن أهداف مشروع “حماية الأغذية والبيئة في قطر”، ووضعت تصوّراتها حول النتائج والأنشطة، كما ناقشت التحديات المتعلقة بالهدر الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والوطني. وعمل المشاركون أيضاً ضمن مجموعات للبحث في أسباب الهدر الغذائي. وتناولت ورشة العمل في اليوم الأول، النفايات التي تنشأ أثناء مناولة المواد الغذائية وتوزيعها ونقلها وتخزينها؛ في حين تركّز اهتمام الجهات المعنية المحلية في اليوم الثاني على أسباب الهدر الغذائي الناتج عن إعداد الطعام والطبخ والاستهلاك. كما قام المشاركون بتحليل العلاقات التبادلية وعلاقات السبب والمسبّب بين هذه العوامل، مع الأخذ بعين الاعتبار القيود الاقتصادية والقانونية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
وأكدت زينب توبالوغلو، الأستاذة المساعدة في كلية الاقتصاد في جامعة جورجتاون، والباحثة الرئيسية المشاركة، أن هذا المشروع سينفّذ على المدى الطويل وأنه: “من خلال وضع توصيات بشأن سياسات الحد من هدر الغذاء وكذلك ضمان استدامة سلسلة الإمدادات الغذائية في إطار الأمن الغذائي في قطر، سيعمل هذا المشروع على دعم تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030.”
تستورد قطر أكثر من 90 بالمئة من احتياجاتها الغذائية، ويعتبر إنتاج الغذاء محلياً تحدياً كبيراً لأسباب تعود، من بين أمور أخرى، إلى الطقس الحار والتربة المجدبة وقلة الأمطار، والتي تعيق الإنتاج الزراعي في البلاد وفي جميع أنحاء المنطقة. ويمكن أن يسهم الحد من الهدر خلال التوزيع والاستهلاك في تحسين حالة الأمن الغذائي في قطر.
وأضاف البروفيسور زاهر إيراني، عميد كلية الأعمال والآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة برونيل والباحث الرئيسي، أن: “الأمن الغذائي هو تحدّ عالمي، وتشير نتائج البحوث إلى أن لهذه القضية تأثيراً كبيراً يتجاوز دولة قطر، وبالتالي تعدّ هذه فرصة لقطر لتكون دولة رائدة في فهم القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي والهدر. وإذا تم تطبيق النتائج على الصعيد العالمي، يمكن أن يكون لذلك تأثير في جميع أنحاء العالم”.