وزير التعاون الدولي السويدي في ضيافة جورجتاون يناقش قضايا تغير المناخ

GLM_0038

في إطار زيارته الرسمية لدولة قطر، قام وزير التعاون الدولي للتنمية السويدي، سعادة “بير كارلوسن فريده”  بزيارة إلى جامعة جورجتاون في قطر، حيث حل ضيفًا في ندوة حضرها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون. وأدار الحوار معه الدكتور غيرد نونمان، أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الخليج، وتطرقت المناقشة إلى مجموعة من الموضوعات، من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، إلى جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ  وحتى دروس جائحة كورونا.

وشدد الوزير على الحاجة الملحة لأن يواجه العالم أزمات عميقة تقع جميعها متزامنة، بما في ذلك الفقر، وتصاعد النزاعات، وتقلص الحيز الديمقراطي، ولكنه ركز على تغير المناخ باعتباره القضية الوحيدة الأكثر إلحاحًا في عصرنا، وأكبر تهديد لصحة الإنسان وأمنه. وقال إن تغير المناخ موجود بالفعل، وفي بعض الحالات لا رجوع فيه. وحذر من أن نقطة التحول تقترب بسرعة، ولكن لايزال يمكن من خلال العمل الجماعي، أن يتمكن المجتمع الدولي من تغيير المسار المستقبلي المتسارع لتدهور لتغير المناخ.

عن فائدة هذا اللقاء لأسرة جورجتاون في قطر يقول الدكتور نونيمان:  “بالنسبة لطلابنا  من دارسي العلاقات الدولية، كانت هذه فرصة لا تقدر بثمن للتواصل مع مسؤول حكومي رفيع يشارك في صنع القرار مما يؤثر بشكل مباشر على الشؤون العالمية. وقال الدكتور نونمان، لقد كانت مناسبة رائعة بالنسبة لطلابنا لاكتساب فهم أعمق لتعقيدات العلاقات الخارجية في ظروف ضبابية كالتي يعيشها العالم. ولقد كان من دواعي سروري شخصيا أن تكون قادرًا على استضافة مسؤول من هذا المستوى المرموق  يحضر الينا بشكل شخصي، بعد 20 شهرًا من القيود الصارمة بسبب تفشي وباء كوفيد. “

شرح الوزير باستفاضة إطار سياسة مكافحة تغير المناخ في السويد، وأهم مسارات الإصلاح المناخي في تاريخ السويد، وهدفها الطموح المتمثل في تخفيض مستوى الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري إلى صفر بحلول عام 2045. وأشار إلى أن الاستثمارات الرئيسية في الطاقة المتجددة، من بين استراتيجيات أخرى، ستكون ضرورية لتلبية هذا الهدف، لكنه كان ممكنًا دون التضحية بنوعية الحياة.

كما ركزت تعليقاته على أفغانستان، والأزمة الإنسانية التي تلوح في الأفق نتيجة الانسحاب الأمريكي ووقف المساعدات الإنمائية الواردة من العديد من البلدان والمؤسسات المتعددة الأطراف في ظل النظام الجديد. وعلى الرغم من  أن السويد عضو في كتلة الاتحاد الأوروبي التي أوقفت المساعدات المشتركة، قال الوزير إن البلاد ستعمل على إعادة توجيه هذه الأموال مباشرة إلى منظمات المجتمع المدني الأفغانية ومن خلال الأمم المتحدة، وأعرب عن أمله في أن تكون السويد نموذجًا للدول الأخرى. كما أشاد بدولة قطر لتوفيرها قناة حوار يحتاجها المجتمع الدولي حاجة ماسة للمشاركة غير المباشرة مع حكومة طالبان من قبل الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع أفغانستان تحت النظام الجديد.

تناولت جلسة الأسئلة والأجوبة التي دارت في الجزء الأخير من اللقاء مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس هذه الموضوعات، مع شرح موقف حزب الخضر من الطاقة النووية، والانتخابات المقبلة في السويد، ومشاركة السويد في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقبلة في دولة قطر.

يذكر أن المملكة المتحدة تستضيف مؤتمر تغير المناخ COP 26 تحت رعاية الأمم المتحدة بالشراكة مع إيطاليا، في الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2021 في غلاسكو بإسكتلندا، وهذا بعد أن تمت إعادة جدولة المؤتمر، الذي كان من المقرر مبدئيًا عقده في نوفمبر 2020، بسبب قيود منه تفشي الوباء دوليا .