وزير الثقافة الفرنسي السابق يقدم حلقة نقاش حول السياسة في جورجتاون في قطر
استضافت جامعة جورجتاون قطر مؤخراً وزير الثقافة الفرنسي السابق السيد جاك لانغ الذي قاد حلقة نقاش بعنوان “الثقافة والاستراتيجيات العامة والسياسة”.
واستضافت الجلسة التفاعلية السيد لانغ كضيف خاص حيث استعرض خبراته الدولية الواسعة وقدم رؤيته الخاصة حول المبادرات الثقافية الحالية في قطر، كما تناول عدداً من القضايا ذات الاهتمام الإقليمي والدولي.
وقال السيد لانغ: “تنتج قطر أبحاث ودراسات رائدة وقد تطورت بسرعة في مجالات التعليم والصحة والثقافة والهندسة المعمارية”. ووصف المتاحف في قطر ومكتبة قطر الوطنية بأنها منجزات مثيرة للإعجاب ولها مكانة وأهمية خاصة.
وفي ما يتعلق بالشؤون الثقافية الإقليمية، تحدث السيد لانغ عن التدمير الكبير الذي أصاب القطع الأثرية والمواقع التاريخية في مدينة حلب السورية، لافتاً إلى أن تلك التحف الأثرية ليست الكنز الوحيد الذي تحتضنه سوريا، وتابع قائلاً: “سوريا بلد جميل، وشعبها يتمتع بدرجة عالية من العلم والثقافة، إلا أن هذا الشعب يمر الآن بمحنة صعبة”. وأثنى الوزير الفرنسي على بلدان العالم العربي لما قدموه من دعم للنازحين السوريين، ولا سيما تلك الدول التي تستضيف اللاجئين.
وعلى صعيد السياسة، تناول السيد لانغ التقدم الهام الذي تشهده تونس والمغرب، وأضاف: “لقد ولد الربيع العربي في تونس، ولا شك أن تبنيها مؤخراً لمنهج ديمقراطي من ناحية الدستور وحرية الإعلام هو أمر مشجع للغاية. وفي ما يخص المغرب، فإن التوجه الذي شهدته المملكة مؤخراً نحو المساواة العرقية بين البربر وجماعات أخرى هو بالتأكيد أمر مرغوب فيه ومهم اجتماعياً”.
وفي معرض إجابته على سؤال طرحته لبنى كيالي، المساعد التنفيذي لعميد الجامعة، حول وجود مجتمع قوي للمهاجرين في فرنسا وتأثير ذلك على الطريقة التي أداره فيها السيد لانغ السياسات التعليمية في البلاد، قال السيد لانغ أن التأثير كان موجوداً ولكن ليس إلى الحد الذي يلاحظه المرء في بلدان تشهد موجات متتالية من المهاجرين، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
ولدى سؤاله من الطالب طلال نعمة (دفعة 2015) عما إذا تم/أو يمكن استخدام الثقافة كأداة سياسية، قال لانغ: “أنا مقتنع بالقوة الدبلوماسية للمبادرات الثقافية. فالقوة الثقافية لا تقل أهمية عن القوة العسكرية والاقتصادية”.
من جهته، قال غيرد نونيمان، عميد كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون قطر: “السيد لانغ هو مثال فريد عن مزيج يجمع بين الثقافة والخبرة الأكاديمية والحنكة السياسية، وهذه سمات من النادر جداً أن تجتمع في شخص واحد، ويسعدنا أن نستفيد من خبراته الواسعة في هنا في جورجتاون. وأعتقد أن السيد لانغ هو ضيف مثالي بالنسبة لنا إذ أننا نقدم تخصصاً رئيسياً في الثقافة والسياسة باسم CULP. كما نقدم أيضاً برنامجاً تدريبياً باللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وهذا أمر مهم خصوصاً وأن قطر عضو في مجموعة الفرانكوفونية. وعليه، فإن خبرة السيد لانغ كوزير للثقافة، ومكانته في المشهد الثقافي الفرنسي، فضلاً عن دوره الحالي في قيادة معهد العالم العربي الشهير Institut du Monde Arabe في فرنسا، تجعل من رؤاه وخبراته ذات أهمية خاصة لمؤسستنا والمجتمع. ونحن في جامعة جورجتاون نتشرف بأن لنا الفرصة لاستضافة شخصية بارزة بمثل مكانته وإنجازاته”.
بالإضافة إلى منصبه السابق كوزير للثقافة، عمل السيد لانغ كوزير للتربية والتعليم في فرنسا، وشغل أيضاً مناصب في الجمعية الوطنية الفرنسية والبرلمان الأوروبي، كما كان المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى كوبا وكوريا. وفي أغسطس 2010، تم تعيين السيد لانغ مستشاراً خاصاً في الأمم المتحدة حول قضية القرصنة، حيث قدم استشارات قيمة بشأن الملاحقة القضائية للقراصنة الصوماليين.
يشغل السيد لانغ مهام رئيس معهد العالم العربي، والذي يعرف في فرنسا باسم Institut du Monde Arabe، والذي تأسس في باريس بهدف إجراء البحوث ونشر المعلومات المرتبطة بالعالم العربي.