يوم في حياة المشاركين في “برنامج جورجتاون الصيفي
عند تمام الساعة الثامنة من كل صباح، يجتمع المشاركون في برنامج جورجتاون الصيفي الذي تنظمه جامعة جورجتاون في قطر، لحضور الجلسة الأولى. يرحب بهم عدد من المحاضرين والمرشدين من طلاب الجامعة الحاليين والسابقين، ممن سيكون لهم دور أساسي في توجيه المشاركين وفق برنامج أكاديمي شامل ومكثف.
على مر 15 عاماً، يسعى البرنامج إلى سد الفجوة بين المدرسة الثانوية والجامعة. وعلى مدار ثلاثة أسابيع تحاكي أنشطته مقررات السنة
الدراسية الأولى في جامعة جورجتاون في قطر، بهدف تعريف الطلاب أساسيات السياسة والعلاقات الدولية، وصقل مهاراتهم الأكاديمية، وإعدادهم لاجتياز امتحان (SAT). ويستقبل البرنامج هذا العام 44 طالبًا يمثلون 11 جنسية، وهو ما يثري البيئة التعليمية بوجهات نظر وتجارب متنوعة.
في الصباح
تبدأ الدراسة بجلسات الكتابة والقراءة النقدية، التي هي أساس منهج برنامج جورجتاون الصيفي. فيتعلم الطلاب في هذا المقرر استراتيجيات القراءة الفعالة وفن النقاش. ويؤكد أنجالي سينغ (خريج دفعة 2023)، وهو أحد المرشدين الأربعة، على أهمية اكتساب هذه المهارات للنجاح في المرحلة الجامعية. ويقول: “يتعمق خلال البرنامج في تحليل النصوص، ما يساعد الطلاب على استنباط المعاني الكامنة. فالأمر لا يقتصر على فهم النص فحسب، بل في كيفية التعامل معه بشكل نقدي ومدروس”.
بعد استراحة قصيرة، ينتقل الطلاب إلى جلسات العلاقات الدولية والسياسة العالمية التي تحاكي تجربة السنة الأولى في جامعة جورجتاون في قطر، إذ تشجع المشاركين على إجراء نقاش بناء حول القضايا العالمية المعقدة.
يؤكد جيبين كوشي، مدير الإثراء التعليمي في جامعة جورجتاون في قطر ورئيس البرنامج، على أهمية التفكير النقدي قائلاً: “يعتمد الإطار الأكاديمي لنظام البرنامج الصيفي على النهج التربوي الذي تتبع جامعة جورجتاون حول كيفية التفكير وليس محتوى أو مضمون ما يجب أن نفكر فيه”.
أضيفت جلسة جديدة هذا العام لمواكبة الأحداث التي يشهدها العالم اليوم حول القانون الإنساني الدولي، يقدّمها أحد خريجي الجامعة، ويتعرف فيها الطلاب على الأطر القانونية التي تحكم النزاعات العالمية والجهود الإنسانية، ويناقشون فعالية الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة ويستكشفون التعقيدات الأخلاقية للسياسة العالمية.
مع تقدم ساعات الصباح، ينغمس الطلاب في دراسة “خارطة العالم الحديث”، التي ترسم معالم الجغرافيا السياسية، وتناقش تأثيرها العميق على السلوك البشري في مناطق مختلفة. ويشمل ذلك فهم التفاعلات العالمية، والممرات التجارية والحدود السياسية، وكلها أساسية في فهم كيفية تأثير الدول، وارتباطها ببعضها البعض.
وترى جود شيخ (خريجة 2025)، وهي واحدة من المحاضرين الستة من طلاب الجامعة، أن المشاركة في برنامج جورجتاون الصيفي تقدم تجربة مفيدة للمشاركين والمعلّمين على حد سواء. وتقول: “في هذا البرنامج نتمكن من إرشاد عقول شابة لامعة، كما تتاح لنا فرصة معرفة موقفهم من القضايا العامة، وهو ما يترك تأثيراً على فهمي الشخصي ورؤيتي للأمور”.
مع انتصاف النهار
بحلول الظهيرة، يتوجه الطلاب لتناول الغداء حيث يتبادلون أطراف الحديث حول الدروس الصباحية، ويتعارفون بشكل أفضل. تساعدهم هذه الفترة على التواصل مع المعلمين والمرشدين، وبناء صداقات غالبًا ما تستمر حتى بعد انتهاء البرنامج.
بعد استراحة الغداء، يشاركون في ندوة مصغرة حول السياسة العالمية، تليها الجلسة الدراسية الأخيرة لهذا اليوم، والتي تركز على التحضير لامتحان SAT. فبالشراكة مع Score Plus Princeton Review، تقدم جامعة جورجتاون في قطر تدريباً متخصصاً لإعداد المشاركين لهذا الامتحان المهم للالتحاق بالجامعة من خلال إجراء اختبارات للتقييم، وجلسات لشرح استراتيجية التعامل مع هذا الامتحان، وأيضاً المشاركة في اختبارات تحضيرية.
وتشير أريبا فاطمة فاروق، وهي طالبة في المدرسة الثانوية، إلى أثر مشاركتها في البرنامج بالقول: “لقد منحتني المشاركة في المناقشات والتفاعل مع الخريجين نظرة معمقة على مقررات الدراسة الجامعية. وأثارت العلاقات الدولية اهتمامي أكثر من غيرها، وبت أكثر ثقة بأني أرغب بمتابعة الدراسة في هذا المجال”.
عند المساء
مع انتهاء اليوم، يستذكر الطلاب ما تعلموه ويشاركون في أنشطة بناء الفريق. وتكون أيام الخميس مميزة بشكل خاص، حيث تشهد عروضاً للمواهب يقدّم خلالها الطلاب والمعلّمون مواهبهم الفنية، مثل الرقص والغناء، وحتى العروض الكوميدية وتقليد الشخصيات.
يحظى برنامج جورجتاون الصيفي بدعم كبير من المرشدين والمدربين من الطلاب السابقين والحاليين في جامعة جورجتاون، وهو مما ينشئ تجربة تعليمية متكاملة لجميع المشاركين.
في ختام برنامج هذا العام، يوم 18 يوليو، اجتمع الطلاب وأولياء الأمور والمدرّبين لحضور الحفل الختامي، واحتفالاً بنجاح البرنامج والعلاقات التي نُسجت على مدى ثلاثة أسابيع. ويشير جيبين إلى أن “برنامج جورجتاون الصيفي يزود الطلاب بالثقة والمهارات التي يحتاجون إليها للتفوق في الحياة الجامعية وخارجها على حد سواء”.