أستاذ في جامعة جورجتاون يسهم بكتاب جديد حول التوجهات الدينية المعاصرة
قدم الدكتور باتريك لود أستاذ العقائد في جامعة جورجتاون قطر مساهمة هامة في فهم التوجهات الدينية في العالم الحديث من خلال كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “جليان الأديان”.
يقول البروفيسور لود:”إن الوعي الديني يبرز كواحد من أهم العوامل – إن لم يكن أهم عامل – التي تلعب دوراً أساسياً في تفعيل الاضطرابات الكبرى التي يعيشها عالمنا اليوم. وتتمثل إحدى أهم الرسائل في الكتاب في أن الدين قد أصبح يخضع للأبعاد الإيديولوجية والنفسية على نحو كبير، مما أدى لفقدان الإهتمام بالبعد المتعلق بالتسامي والإيمان بالقداسة أو الألوهية”.
واستناداً إلى عدة سنوات من البحث والتفكير في الميتافيزيقيا الدينية، والدين المقارن، وعلم الاجتماع المعاصر للدين، ودراسة الحركات الدينية الجديدة، يتم نشر هذا الكتاب من قبل دار النشر الفرنسية الشهيرة وهي لارماتان، التي أدرجت الكتاب ضمن مجموعتها “ثيوريا” إلى جانب أعمال الفلاسفة الكبار المتخصصين في علم الأديان والعقائد في فرنسا، من أمثال جان بوريللا وفرانسواز بونارديل.
ويتناول الكتاب في جزء منه الأزمة الروحية والفكرية في العالم الإسلامي، فضلاً عن المساهمات الفكرية والروحانية الإيجابية للفكر الإسلامي. ويوضح مؤلف الكتاب الذي ينتقد التيارات الدينية في السياق المعاصر لمرحلة الحداثة وما بعد الحداثة: “إن الكتاب لا يتحدث على وجه التحديد عن أزمة الإسلام”. ويضيف قائلاً: “إذا كانت الديانات تنطوي دائماً على أبعاد اجتماعية وسياسية وجوانب نفسية، يمكن القول بأنه في غالب الأحيان أصبح ينظر إلى الدين اليوم على أنه ببساطة إيديولوجيا، فيما تعتبر الروحانيات من صنف علم نفس”.
إن الجانب الإيجابي للتحليلات الواردة في الكتاب، كما يقول الكاتب، هو أن هذه الاتجاهات السلبية تساعد في الكشف عن جوانب أكثر أهمية وأكثر عمقاً للظواهر الدينية، ويوضح أنه “هناك عملية تجديد مهمة تحصل وسط هذا الاضطراب والخراب على الرغم من أنها لا تزال خافتة إلى حد بعيد”.
وتجدر الإشارة إلى أن البروفيسور لود قد انضم إلى جورجتاون قطر في عام 2006 كأستاذ للدراسات الدينية. وتتراوح الاهتمامات والأعمال العلمية للبروفيسور لود بين التصوف المقارن والميتافيزيقا، والشعر والتصوف، والتفسيرات الغربية للجوانب الروحية والعقلانية في آسيا والعالم الإسلامي، وهو أيضاً رئيس تحرير مجلة دراسات الأديان Religions-Adyān التي تصدر بلغتين عن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، كما أنه عن الكتاب الدائمين في الدورية الفرنسية Ultreia!