مركز الدراسات الدولية والاقليمية في جورجتاون يصدر كتاباً جديداً عن الإعلام والسياسة في الشرق الأوسط
أظهر انتقال صدى الانتفاضات العربية من المحيط إلى الخليج عبر وسائل، تجاوزت استعمال رسائل تويتر كما تجاوزت أيضا مظاهر الاحتجاج في الساحات العامة، وجود حاجةٍ ماسةٍ لتحليلٍ أعمق لتلك الظاهرة على ضوء العلاقة المعقدة والتشابك الحاصل بين تطور التكنولوجيات الرقمية والسياسات الإقليمية.
في هذا الصدد، أصدر مركز الدراسات الدولية والاقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر كتاباً جديداً، يهدف من خلاله الباحثون إلى تعميق فهم هذه اللحظة الفاصلة في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر. يركز الكتاب الذي يحمل عنوان”رصاص ونشرات: وسائل الإعلام والسياسة في أعقاب الانتفاضات العربية”، على العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة منذ بداية الانتفاضات العربية عام 2011. وقد جاء هذا الإصدار، الذي نشرته دار الكتب لجامعة أكسفورد / هيرست، تتويجاً لسنواتٍ من البحوث قام بها مركز الدراسات الدولية والاقليمية في إطار مبادرته البحثية “السياسة والإعلام في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي”.
قام بتحرير كتاب “رصاص ونشرات” كلا من الدكتور محمد زياني الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر والأستاذة سوزي ميرغني من مركز الدراسات الدولية والاقليمية. وقد تبنى الكتاب مقاربةً متعددة التخصصات لهذا الموضوع، حيث ينظر إلى الأحداث والتطورات والآثار المترتبة عليها في العديد من الدول مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا والبحرين. ويناقش الكتاب الدور الذي لعبته وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في العالم العربي المتغير، مع إعطاء اهتمامٍ خاصٍ للتحول الذي طرأ على علاقات القوة بين الحكومات ومواطنيها.
ويقول الدكتور زياني، أستاذ النظرية النقدية ومدير برنامج الإعلام والسياسة في جامعة جورجتاون في قطر: “مع تزايد الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أصبح الشرق الأوسط أكثر ارتباطاً من أي وقتٍ مضى، وأضحى الناس أكثر اطلاعاً والمواطنون أكثر تمكيناً، إلا أنه في الوقت نفسه صارت العلاقات بين وسائل الإعلام والسياسة أكثر تعقيداً”. وأضاف: “يعطي هذا الكتاب نظرةً ثاقبةً، ليس فقط حول الدور المثير للجدل الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتفاضات العربية، ولكن أيضاً حول إعادة تشكيل الحياة العامة، وإعادة صياغة متغيرات القوة، وتجديد مضمون الوعي السياسي داخل فضاء معلوماتي تعرض للتغيير.”
وفي معرض تعليقها على الكتاب، قالت الدكتورة كارين ويلكنز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس، أوستن: “إن هذا الكتاب يقدم تحدياً مقنعاً لعلماء الاتصال الذين وضعوا افتراضات ساذجة حول الآليات السياسية والاستراتيجيات المتعارف عليها إعلاميا”.
وقالت الأستاذة سوزي ميرغني، مدير ورئيس تحرير منشورات مركز الدراسات الدولية والاقليمية: ” لقد أوضح العديد من المساهمين في هذا الكتاب أن الفاصل بين الإعلام القديم والإعلام الجديد هو حاجز زائف”. وأردفت قائلة: ” تستخدم كلا من السلطات الحكومية والجماهير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ فترة طويلة كأدوات إما لإسكات صوت المعارضة أو لتضخيمه. وخلال الأشهر القليلة الأولى من الانتفاضات الجماهيرية، أدى استخدام ذلك العدد الهائل من المتظاهرين لجميع وسائل الإعلام المتاحة، سواء التقليدية منها أو ما يسمى بالإعلام الجديد، إلى تغيير في موازين القوى “.
وللعلم، فإن “رصاص ونشرات” هو أحدث إصدار لمركز الدراسات الدولية والاقليمية في شراكة مع دار كتب جامعة أكسفورد / هيرست، ويتوقع نشر كتاب آخر في وقت لاحق هذا العام. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب السابق الذي أصدره مركز الدراسات الدولية والاقليمية تحت عنوان “الجماهير المتصلة والخلاف الرقمي: سياسة الحياة اليومية في تونس”، كان قد ألفه الدكتور زياني وفاز بالجائزة العالمية لأفضل كتاب حول الاتصال والتغيير الاجتماعي لعام 2016 من قبل المنظمة الدولية للاتصالات.
للمزيد من المعلومات بشأن المبادرات البحثية التي يقدمها مركز الدراسات الدولية والاقليمية حول “السياسة والإعلام في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي”، تم نشر تقرير موجز عن هذه المبادرة متاح مجانا على موقع مركز الدراسات الدولية والاقليمية ، علماً بأن النسخة العربية قيد الإنتاج، ومن المتوقع أن يتم نشرها في الشهر المقبل.