طلاب جامعة جورجتاون يتقمصون أدوارا دبلوماسية ليوم واحد ضمن تدريب على التفاوض الدولي
تمكن “الطلاب الدبلوماسيون” من اختبار مهاراتهم في حل النزاعات واتخاذ القرارات في تدريب عملي على محاكاة التفاوض الدولي والأزمات بجامعة جورجتاون في قطر.
وقد تم تصميم المشهد في مستقبل افتراضي، ليستمر التدريب ثمان ساعات كمقدمة للتفاوض الاستراتيجي حيث طلب من المشاركين العمل معا كفريق للتعامل مع التحديات التي تواجه المجتمع الدولي. وفي هذه الحالة، مثّل الطلاب وفوداً من الهند وباكستان وروسيا والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والحزب الديمقراطي الشعبي لإقليم جامو وكشمير، الذين اجتمعوا لإجراء محادثات بموجب قرار للأمم المتحدة.
وقد روعي في تصميم هذا التدريب على تقمص الأدوار أن يتعلم المشاركون كيفية العمل لحل قضايا معقدة يتداخل فيها العديد من الأطراف في بيئة مشحونة بالتوتر. ومع تلقي كل وفد لتعليمات من “حكومة بلده” عن النتائج المرجو الوصول إليها، تلقى الطلاب دورة مكثفة عن كيفية التفاوض للوصول إلى اتفاقيات ذات فائدة مشتركة تعود بالنفع على الطرفين.
أشرف على التدريب البروفيسور جيمس سيفرز، مدير الدراسات بمعهد دراسات الدبلوماسية بجامعة جورجتاون بالحرم الرئيسي في واشنطن العاصمة، والدكتورة كريستين شيفيتز، نائبة عميد جامعة جورجتاون في قطر للشؤون الأكاديمية.
وقد وصفت الدكتورة كريستين شيفيتز هذا التدريب العملي بقولها: “إن محاكاة المفاوضات الدولية هي واحدة من تماريننا الرائدة في التعلم التجريبي، حيث نوفر للطلاب الفرصة لتطبيق الفهم النظري للسياسة العالمية، عبر تقريب وضع العالم الحقيقي إليهم من خلال بيئة افتراضية تخضع لسيناريو معين”، وأضافت الدكتورة شيفيتز: ” تلتهب العواطف خلال هذا التمرين، ويمكنك الشعور بالحماس والإثارة في كل مكان، إنه حقاً يوم رائع”.
كما عبرت سلمى حسن (كلية الشؤون الدولية 2020) الطالبة في السنة الأولى في جامعة جورجتاون في قطر عن تفاجئها بالبيئة المعقدة والتحديات التي قدمها التدريب. وأضافت: “حتى لو كان مجرد محاكاة للواقع، فقد كنت بالفعل تحت ضغط شديد لمعرفتي أن مهاراتي في التفاوض سوف يترتب عنها الكثير. في حالتنا، كان أكبر تهديد نواجهه هو الحرب النووية. ويسرني أنني شاركت في هذا التمرين لأنني اكتسبت مهارات قيمة في التفاوض”.
بدوره أوضح محمد الجابري (كلية الشؤون الدولية 2019): “تقدم المحاكاة لمحة عن تعقيدات المفاوضات الدولية التي لا توجد في الكتب”، وأضاف قائلا: “أكبر الدروس التي تعلمتها هو أن التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف (في حالات مشابهة لسيناريو التدريب) يعتبر نوعاً ما مستحيلاً. يجب أن يكون كل طرف من أطراف الصراع على استعداد لتقديم تنازلات والقبول بخيار أقل مما كان مخططاً له، وذلك من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة. أتصور أن الصراعات الدولية لا تحل بسهولة لأن أطراف النزاع تميل إلى عدم التنازل مما يطيل أمد أزمة معينة”.
يذكر أن التدريب العملي لمحاكاة مواقف واقعية هي فعالية سنوية تنظمها جامعة جورجتاون في قطر، وتدور حول حدث تاريخي ذي أبعاد مستقبلية يمكن التكهن باحتمالات تطورها، أو بنماذج واقعية تتركز حول قضايا سياسية أو أمنية أو أزمات إنسانية، الأمر الذي يساعد على بناء قدرات الطلاب على التفاوض وصناعة القرار. وقد تضمنت التدريبات المماثلة في الماضي الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والنزاع في مضايق تايوان، والحرب بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ، والأزمة الإنسانية في سورية.