عزمي بشارة يتحدث في جامعة جورجتاون عن الديمقراطية في الشرق الأوسط
هل خسرت الديمقراطية هذه الجولة، ولماذا؟ أسئلة تناولها المفكر والباحث السياسي العربي الدكتور عزمي بشارة بعمق خلال محاضرة ألقاها مؤخراً بمركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر.
وقد طرح الدكتور بشارة، الذي يرأس المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية، أفكاره عن أسباب افتقاد الإنتفاضات العربية الرؤية السياسية القادرة على تحويل الاحتجاجات الحاشدة الى خطوات عملية نحو التحول الى دول ديمقراطية. واستشهد الدكتور بشارة بالتطورات في تونس ومصر وسورية وأشار إلى ضرورة وجود ثقافة الديمقراطية لدى القادة الذين يتولون السلطات، لضمان الاستمرار والاستدامة في التغيير.
وعن الحاجة لخطة للديمقراطية وليس مجرد نداءات بالتغيير يقول الدكتور بشارة: “لا يمكن للثورات الديمقراطية أن تفوز في نهاية المطاف دون الحصول على دعم النخب السياسية.” كما استفاض في شرح الصعوبات المتعلقة بتحقيق تغير سياسي دون الحصول على دعم المؤسسة العسكرية أو قبولها، خصوصاً في الدول ذات الجيوش الضخمة.
يذكر أن هذه المناسبة، التي تأتي ضمن الأنشطة الشهرية لمركز الدراسات الدولية والإقليمية، جمعت العديد من الأكاديميين والباحثين والطلاب، وتتم فيها دعوة الضيوف للانخراط في المناقشات مع باحث وكاتب مرموق.
عن هذا يقول الدكتور مهران كمرافا مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية: “تواجه الديمقراطية تحديات ضخمة سواء في انحاء أوروبا أو الأمريكيتين وكذلك في الشرق الأوسط وبقية أرجاء العالم، سواء على مستوى النخب السياسية أو على المستوى الشعبي، من المفيد أن تتاح لنا الفرصة لسماع آراء عزمي بشارة وتحليلاته للموقف، وهو أحد المفكرين المرموقين في العالم العربي المعاصر.”
يذكر أن الدكتور بشارة له عدد من المؤلفات الأكاديمية والأوراق البحثية حول عدة موضوعات تتضمن الفكر السياسي والنظرية الاجتماعية و الفلسفة. وهو أستاذ سابق للفلسفة وتاريخ الفكر السياسي، وقام بتأسيس معهد مواطن، وهو المعهد الفلسطيني لدراسات الديمقراطية، ومدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقية.
كذلك أسس الدكتور بشارة حزب التجمع الوطني الديمقراطي (بلد)، وهو حزب فلسطيني عربي، مثله بشارة كعضو برلماني منتخب لأربع دورات برلمانية متعاقبة. وفي عام 2007 تعرض بشارة للملاحقة القضائية بسبب مواقفه السياسية، وهو يقيم حالياً في قطر. وقد حصل على جائزة ابن رشد لحرية الفكر عام 2002، وجائزة التبادل العالمي لحقوق الإنسان عام 2003.